لايبدو أن مهمة الميليشيات المسلحة في الحشد الشعبي العراقي وجماعة الحوثي في اليمن والاحزاب والميليشيات الشيعية التابعة للنظام الايراني تقوم بأداء المهمات والواجبات المنوطة بها في داخل بلدانها وضد دول أخرى وإنما حتى ضد الشعب الايراني نفسه فيما لو فکر بالثورة على النظام، وهذا هو أغرب حالة يمکن أن يتصورها الانسان بهذا الصدد.
الشعب الايراني الذي يعيش حالة غليان ضد النظام القمعي الاستبدادي الحاکم في طهران وينتظر الفرصة المناسبة لکي ينهي أمر هذا النظام ويطوي صفحته الى الابد، يظهر بأن النظام الايراني يدرك ويعلم ذلك جيدا ولذلك فإنه يتحسب منه بمختلف الطرق ولأنه يعلم جيدا بأنه وفي حالة الثورة ضده فإن الجيش وأفراد الحرس الثوري والباسيج سيقفون عاجزين أمام غضبة الشعب، فإن النظام يسعى منذ الان بمختلف الطرق للإيحاء للشعب الايراني بأن لديه جيوش من المرتزقة والعملاء المأجورين لکي يواجهونه ويقومون بقمعه في حال خروجه ضد النظام!
التصريح الاستفزازي الغريب من نوعه والمثير للسخرية والتقزز معا والذي أدلى به موسى غضنفرآبادي، رئيس محاكم الثورة في طهران، والذي هدد فيه وبصورة سافرة وصلفة الشعب الايراني فيما لو ثار ضد النظام والذي قال فيه وبصراحة تامة: “إذا تخلينا نحن عن دعم الثورة سيأتي الحشد الشعبي العراقي وفاطميون الأفغاني وزينبيون الباكستاني والحوثي اليمني ليدعموا الثورة” واصفا جيوش العملاء والمرتزقة بالقول: “هذا المنبع الدفاق سيستمر في العطاء حتى بلوغ أهدافه”، وهو يشير لمشروع خميني المدمر والمثير للفتن والحروب والمواجهات.
التحذير من هذه الميليشيات والجماعات المسلحة وخطورتها وکونها ظاهرة سلبية بکل الاتجاهات، ليس تحذير عادي، بل إنه تحذير جدي، فکما إستعداد هذه القوات العميلة تعلن عن إستعدادها لتنفيذ المخططات ضد بلدانها وضد القوات الاجنبية فإنها في نفس الوقت بمثابة سيف وسوط مسلط على الشعب الايراني، وهذا مايجعلها مکروهة أکثر أمام الشعب الايراني رغم إننا واثقين من إن الشعب الايراني فيما لو ثار الثورة الکبرى ضد هذا النظام فإن هذه الجيوش العميلة لايمکنها أن تفعل شيئا أمام إرادة الشعب بل وتنهزم کالجرذان بحيث لاتلوي على شئ.
الاوضاع الشاذة والفريدة من نوعها التي أوجدها هذا النظام في إيران والمنطقة، لايمکن أبدا معالجتها من دون إسقاط هذا النظام الذي صار العلاج الحاسم الوحيد مع هذا النظام الذي هو أشبه بمنفاخ للفتن والمشاکل والمواجهات، وإن الشعب الايراني قد صار يدرك هذا الامر ولذلك فإنه عازم على إسقاط هذا النظام في نهاية المطاف وإن العملاء والمرتزقة الذين يواجهون شعوبهم هم أصغر حجما من أن يتمکنوا من قمع شعوبا أخرى ثائرة من أجل حريتها وکرامتها!