18 ديسمبر، 2024 11:04 م

نظام يطارده ضحاياه

نظام يطارده ضحاياه

من حق نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية أن يشعر بالکثير من القلق بعد الاحداث والتطورات الاخيرة التي تزامنت مع محاکمة المسٶول السابق في النظام حميد نوري في محکمة سويدية بتهمة دوره في مجزرة عام 1988، ولاسيما وإن الاهتمام العالمي بهذه المحاکمة عموما وبأصل قضية المحکمة أي مجزرة 1988، صار يزداد بصورة غير مسبوقة ويسير بإتجاه لم يعد سرا أن نقول بأنه سيشکل خطرا وتهديدا على النظام الايراني.
مع إستلام ابراهيم رئيسي لمهام عمله کرئيس للنظام وتزايد الدعوات الدولية المطالبة بنزع الحصانة عنه تمهيدا لإعتقاله لدور البارز في مجزرة عام 1988، ومع محاکمة حميد نوري التي ساهمت أيضا في تسليط الاضواء على المجزرة من جانب وعلى ابراهيم رئيسي الذي تردد إسمه کثيرا في المحکمة من جانب آخر، وبعد فضيحة تسريب المشاهد المروعة لسجن إيفين الرهيب، لکن التطور الجديد الذي يزيد الطين بلة بالنسبة للنظام الايراني، هو المٶتمر الدولي الذي شارك فيه أکثر من 1000 سجين سياسي إيراني سابق يعتبرون من ضحايا النظام من الذين نالهم قسط کبير من عمليات التعذيب في سجون النظام، وطالب هٶلاء السجناء السياسيين السابقين، الى إنهاء إفلات قادة النظام عن العقاب وضرورة‌ محاكمة خامنئي ورئيسي وإيجئي وغيرهم من مرتكبي مجزرة 1988.
هذا المٶتمر الذي شارك فيه الى جانب هٶلاء السجناء السياسيين السابقين، عدد کبير من الشخصيات السياسية والحقوقية الدولية وبشکل خاص الاوربية والامريکية وبحضور زعيمة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، مريم رجوي، لفت النظر الى الماضي الاسود للنظام الايراني وضرورة عدم السماح له بالافلات من العقاب الذي يستحقه بجدارة ولاسيما وإن الادلة والقرائن التي تٶکد تورطه کثيرة جدا وهي تزداد يوما بعد يوم بما لايدع المجال أبدا للتغاضي عنه.
النظام الايراني الذي صارت شهرته في مجال الممارسات القمعية وعمليات التعذەب والابادة في السجون وخارج السجون تسبقه خصوصا بعد تسريب المشاهد الاخيرة من سجن إيفين سئ الصيت والذي تزامن مع تصريحات بائسة لرئيسي بشأن الدفاع عن حقوق الانسان وقبل ذلك بأن النظام الايراني يولي إهتماما کبيرا لسجنائه وإن حقوقهم محفوظة ومصانة، وإن هذا المٶتمر الذي شارك فيه أکثر من 1000 ضحية من ضحايا النظام في سجونه ودهاليزه المظلمة المروعة، من شأنه أن يکون بمثابة البداية التي طالما توجس النظام منها ريبة خصوصا وإن العالم کله قد أصبح على قناعة ودراية تامة بالبعد الاجرامي لهذا النظام.