23 ديسمبر، 2024 5:39 ص

نظام يترنح لنعجل بسقوطه

نظام يترنح لنعجل بسقوطه

صار واضحا للقاصي قبل الداني من إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وبفعل المتغيرات السياسية المختلفة التي طرأت بعد إنتهاء عهد الرئيس الامريکي السابق اوباما، صار في مواجهة تطورات غير عادية أحلاها مر و ليس بوسعه أن يتملص أو يتهرب من مواجهتها او الالتفاف و التحايل عليها کما کان الحال معه طوال الاعوام الماضية، ومن هنا فإن هذا النظام بإنتظار ليس الخريف کما يقال وانما شتاء قارص ليس بوسعه الخروج منه حيا!
الاتفاق النووي الذي طالما سعى هدا النظام لخرقه و الاستمرار في برنامجه النووي سرا و خلسة کما کان الحال معه دائما، صار على کف عفريت، خصوصا بعد أن أدرکت الادارة الامريکية الجديدة بأن هذا النظام يستحيل إلتزامه ببنود الاتفاق، وإننا نعتقد بأنها على حق، لأن هذا النظام أشبه بالعقرب الذي لايمکن أبدا الائتمان منه، لکن الذي يجعل القادة و المسٶولين الايرانيين في حالة من الهلع، هو تلميح الادارة الامريکية الى نيتها بإدراج الحرس الثوري ضمن قائمة المنظمات الارهابية، إذ أن الحرس الثوري يمثل الدرع الاساسي للنظام الايراني وإدا ماتم إنتزاع هذا الدرع منه فإنه يصبح مکشوفا و عرضة لأکثر من طعنة نجلاء تضربه في الصميم.
تلويح الادارة الامريکية بإحتمال إلغائها للإتفاق النووي، يعني إعادة النظام الى المربع الاول، أي جعله وجها لوجه أمام الشعب الايراني الذي طالما مناه بأنه سيصبح في خير و بحبوحة إذا ماتم إبرام الاتفاق النووي، ولکن ومع إن إبرام الاتفاق لم يغير في واقع الامر شيئا من الاوضاع الرديئة للشعب الايراني وانما کان خطوة في صالح النظام، لکن إلغائه سيجعل النظام في موقف حرج جدا أمام الشعب ذلك إنه خسر کل شئ و لم يحصل على شئ وإن الشعب لوحده من يدفع ثمن هذه الحماقة، ولذلك نرى تهافت قادة النظام وفي مقدمتهم المرشد الاعلى من أجل عدم إلغاء الاتفاق النووي.
التطور الاخر الذي يرعب النظام و يجعله يشعر في حالة قلق، هو إحتمال أن يبادر الاجتماع القادم للجمعية العامة للأمم المتحدة الى إصدار قرار دولي يعتبر فيه مجزرة عام 1988، التي قام النظام خلالها بإعدام 30 ألف سجين سياسي، جريمة ضد الانسانية و يدين طهران بموجبها و يطالب بتشکيل هيأة دولية محايدة للتحقيق في الجريمة، وکما نرى فإن أي قضية من القضايا التي تواجه هذا النظام تعتبر قاصمة لظهره و مزلزلة لبنيانه، وإن المطلوب من دول المنطقة أن تبادر الة إقتناص هذه الفرصة و تعمل مابوسعها في الجمعية العامة للأمم المتحدة لإدانة هذا النظام و تمهيد الارضية اللازمة لمحاکمة قادته کمجرمين ضد الانسانية أمام الجنائية الدولية.