هناك حالة تراجع عامة في أوضاع وأحاول نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على مختلف الاصعدة تجري بصورة سريعة، حيث إن الامور وفي مختلف المجالات ليست لاتجري بالصورة المطلوبة بل إن بعضا منها تکاد أن تتوقف تماما، بفعل الاوضاع بالغة السلبية التي صار يعاني منها هذا النظام بعد العقوبات الامريکية المفروضة عليها إضافة إن الطين قد زاد بلة بعد إدراج الحرس الثوري ضمن قائمة الارهاب وهو الذي يستحوذ على قسم کبير من الاقتصاد الايراني.
لايوجد مجال حيوي في إيران لم يتراجع ويظهر التأثير السلبي عليه، ففي مجالي الصناعة والزراعة والتجارة والطيران والخدمات والمصارف، قد وصل الحال الى أسوءه کما إن مجالي التعليم والصحة واللذان هما بالغا الاهمية وحيويان في أي بلد، قد وصلا الى حالة يرثى لها بإعترافات صادرة من جانب القادة والمسٶولين الايرانيين أنفسهم، هذا إذا تذکرنا أيضا الاوضاع الداخلية غير العادية التي تشهدها إيران بفعل الرفض الشعبي المتزايد ضد النظام وإزدياد عزلته داخليا وخارجيا الى جانب تصاعد کبير جدا لدور ونشاط منظمة مجاهدي خلق والذي يبدو إنه قد تضاعف بعد إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول2017، وليس قد إنقطع وإنتهى کما کان النظام يتمنى.
الاوضاع الاقتصادية للنظام والتي صارت تقترب من حافة الانهيار الکامل لأن معظم الابواب قد تم إغلاقها بوجهه، وإن مورده من العملة عن طريق تصدير النفط في تراجع مستمر وهو ماينذر النظام بکارثة غير منتظرة وغير متوقعة أبدا، والذي يصيب القادة والمسٶولين الايرانيين بحالة من الخوف والرعب غير المسبوقين، هو إن حبل الاجراءات الامريکية المضادة لهم مستمر متواصل ولاسبيل لإنقطاعه وتوقفه إلا بإستسلامهم، وفي موازاة ذلك فإن دور ونشاط المقاومة الايرانية بقيادة السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية ضد النظام يتزايد هو الاخر داخليا وخارجيا ولذلك فإن الحالة والاوضاع التي يواجهها النظام غير مسبوقة وفريدة من نوعها ولهذا السبب فإن هناك إتفاق في وجهات النظر بين المراقبين والمحللين السياسيين من إنها قد تکون مرحلة ماقبل نهاية النظام وتلاشيه لأنه يمر حاليا في حالة يمکن وصفها بحالة التآکل تحديدا.
عدم تمکن النظام من البقاء واقفا على قدميه کالسابق وحالة الترنح والدوار التي صار يعاني منها بحيث لايتمکن من إخفاء معالمها، تٶکد بأنه قد وصل الى آخر مرحلة من خريفه وليس بإمکانه أبدا من أن يعيد تنظيم صفوفه ويستعيد قواه کما کان في السابق فقد إنتهى ذلك العهد الى غير رجعة.