سعى نظام ولاية الفقيه الحاکم في إيران دائما على إسباغ صفات و أسماء و تعريفات متنوعة على نفسه، و کان يوحي دائما بإنه النظام المثالي و النموذجي الذي يجب الاقتداء به و السعي للإستفادة من(تجاربه و طروحاته)المختلفة، لکن و بعد مرور أکثر من 35 عاما على تأسيس هذا النظام، فإن دول المنطقة و العالم إزدادت شکوکا و ريبة من هذا النظام من مختلف النواحي، خصوصا بعدما إقترنت و تقترن به تدهور الاوضاع في العراق و سوريا و اليمن و لبنان.
نصير المستضعفين، نصير الشعوب، النظام الثوري، وغيرها من الصفات و العناوين التي أطلقت على نظام ولاية الفقيه، صارت شعوب و دول المنطقة واثقة من خواء هذه الاسماء و إنها ليست إلا تعابير و مصطلحات تمويهية زائفة لاوجود لها أبدا على أرض الواقع، حيث إن الذي يحدث في سوريا و العراق و الکويت و لبنان، يدل بوضوح على إن هذا النظام، عدو المستضعفين و عدو الشعوب و نظام إستبدادي معادي للحرية و الديمقراطية و تحرر الشعوب.
هذا النظام الذي يطرح نفسه کقدوة و مثل أعلى للأنظمة القائمة في المنطقة و العالم و يدعو شعب العالم عموما و المنطقة خصوصا للإقتداء به و إستنساخ تجربته في بلدانها، ليس يمثل کابوسا لشعوب المنطقة و العالم فحسب وانما للشعب الايراني بحد ذاته، ذلك إن التمعن في المعلومات و الارقام و المعطيات المروعة التي تم طرحها عن الاوضاع في إيران خلال تلك الندوة التي أقيمت يوم الاثنين 19 تشرين الاول / اكتوبر 2015، عبر شبکة الانترنت بعنوان (ولاية الفقيه نظام سلب ونهب وسرقات)، شارك فيها كل من السيد شاكر الجوهري كاتب وناشط اعلامي اردني والسيد موسى الشريفي ناشط اعلامي وسياسي ايراني والدكتور سنابرق زاهدي رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، سلطت الاضواء على الواقع المزري في إيران من مختلف الجوانب.
هذه الندوة التي أکدت و بإعتراف وزير التعليم العالي في حكومة روحاني أن الخسائر التي تلحق بالبلاد من جراء مغادرة 150ألف شخص البلد سنويا هي أكثر من خسائرالحرب الحرب الإيرانية العراقية، ولاسيما إذا ماعلمنا بأن إيران وبسبب سياسات هذا النظام قد صارت الاولى في العالم من حيث هروب الادمغة منها، الى جانب إن إيران و بسبب السياسات غير المدروسة و المفتقدة للتخطيط و المنهج العلمي، صارت البلد الاول في التلوث البيئي في العالم حيث جفاف الانهار و تدمير الغابات و التهديد المحدق بنضوب المياه الجوفية و غيرها، يرسم في الافق صورة قاتمة السواد للبلد تحت حکم نظام ولاية الفقيه.
ماحدث و يحدث في إيران، هو نتاج و إنعکاس طبيعي جدا لنظام يرتکز على دعامتي الفساد و نهب و سرقة ثروات الشعب الايراني حيث يمکن إختصار نظام ولاية الفقيه حاليا في هاتين الکلمتين، وإن حديث الصباح و المساء لدى الشعب الايراني يدور حول الفساد المتغلغل في کل مفاصل نظام ولاية الفقيه و حول عمليات النهب و السلب الجارية على قدم و ساق بين مختلف قادة و مسٶولي النظام ولاسيما الدائرة المقربة من خامنئي و خامنئي شخصيا، حيث تترکز أکبر عمليات نهب و سرقة ثروة الشعب الايراني في هذه الدائرة و شخص المرشد. [email protected]