19 ديسمبر، 2024 12:57 ص

نظام في غاية الفشل

نظام في غاية الفشل

28 عاماً بعد موت خميني و38 عاما بعد تربعه على عرش ايران ان ورقة العمل الوحيد التي نتمكن من اصدارها بشكل حاسم لـهذا « النظام الذي لاينسجم مع عالمنا المعاصر» هو« الفشل في كافة المناحي».

فالموضوع واضح تماما بحيث اعترف رئيس النظام بشكل رسمي :« مرة اخرى يعلن الشعب الايراني بانه لايقبل الاشخاص الذين لم يعرفوا طوال 38 عاما الا الاعدام والسجن»(وكالة أنباء ايلنا 8/5/2017).

قبل هذا التاريخ كان روحاني قد أكد بصفته أعلى مسؤول تنفيذي في النظام قائلا :« نحن في اعتاب الذكرى السنوية لانتصار الثورة … وليس لدينا بعد رؤية مشتركة في كثير من مفاهيم الثورة. مضى 37 عاما ولكن نعتقد من الضروري ان نفسر الثورة والثورية» (وكالة أنباء ايرنا7/2/2015)

هذا النوع من القراءة بشأن اربعة عقود من التخبط والفشل لايقتصر على الزمر المتساقطة للنظام الذين يعيشون ليل نهار في حسرة من التبعية للغرب فقط وانما المنظرين المتخلفين لهذا النظام المقربين من الولي الفقيه ايضا يعترفون بمثل هذا التخبط و الفشل فعلى سبيل المثال الملا محمد تقي مصباح يزدي احد منظري زمرة خامنئي يقول :«ان نظرية ولاية الفقيه كانت غير واضحة من الناحية العلمية ما بعد الثورة لعدد كبير من المسؤولين الذين كانوا من الاصوليين » (وكالة انباء مهر 18/7/2009) .

وهويعترف :« لاتزال القضايا المتعلقة بولاية الفقيه غير واضحة… هناك كتب فقهية عديدة كتبت بشان الصلوة والطهارة ولكن موضوع الحكومة الاسلامية رغم اهميتها لم تكن مثيرة للانتباه ..وصل الامر الي الحد الذي لم يكن يطرح المسائل الدينية ولو مرة واحدة ضمن شعارات المرشحين للرئاسة لماذا لانهم يتلقون بان المواطنين بعيدون عن مثل هذه المسائل ولكن عكس ذلك لو قلت بانني سوف الغي في سبيل المثال الدوريات المسماة بالارشاد الناس يرحبون بذلك…»(موقع انتخاب11/5/2013).

شعر رفسنجاني قبل سنوات هذا الزلزال تحت اقدام ولاية الفقيه حيث كان قد كتب في رسالة الى خامنئي قائلا :« انا لا اعتقد بان استمرار هذا الوضع لصالح النظام والبلاد وحضرتك على اطلاع على رؤيتي حيال الموضوع وعلى المام باسبابها ولكنني لم اطرح هذه الفكرة مع وسائل الاعلام رغم ذلك لو استمريت انا في منهجي السابق بتأني وصبر بالتاكيد بعض الناس من الشعب والاحزاب والتيارات لم يعودوا يتحملون هذا الوضع بعد وسوف تشكل البراكين الناتجة عن صدور المواطنين اللاهبة… بحيث نشاهد نماذج منها في اجتماعات الانتخابات في الساحات و الشوارع والجامعات. حينما بلغ السيل الزبى أو مثل ما يقول المثل الفارسي يمكن للعين ان نوقفها في البداية بمجرفة ولكن عندما ملئت بالماء لايمكن ان نوقفها حتى بالفيل»(مهر 9/6/2009)

طبعا نظام الملالي كان قد وجد نفسه مطوقا من قبل الشعب والمقاومة الايرانية منذ قبل. حيث أعرب محسن رفيق دوست وهو اول قائد للحرس عن هذا التهديد في اطار خواطره عن حواره مع خميني قائلا :« … عام 1988 ذهبت لازور الامام وخاطبته قائلا : ياسيدي ان هذا التعبير الذي يقول “ الهي الهي احفظ خميني حتى ثورة المهدي “ انا من ضمن هؤلاء الاشخاص واقول نحن نطلق هذا الشعار لانفسنا لاننا نحن نعتقد بانه بعد حضرتكم سيتم تعليقنا على اعمدة الكهرباء في الشوارع » (نادي مراسلين الشباب الحكومي8/2/2017).

كما يعترف احد الملالي على شاكلة خميني عن حالة التحدي هذه بشكل اوضح ويشرح اسباب استعجال ورثة خميني في الايام الاولى بعد موت خميني لتعيين خليفة له :«لا شك من ان الفترة الزمنية لانتخاب خامنئي بمنصب قيادة النظام ذات اهمية وحساسية خاصة .. فبعض القلق حصل من جراء مرض خميني وكما يلي :1. ادارة البلاد بعد موت خميني 2. عدم اكتمال الاصلاحات واعادة النظرفي الدستور 3. القلق حول الهجوم او النشاطات العسكرية (مجاهدي خلق)» تسنيم 3/6/2017

على هذا الاساس يتضح مرة اخرى كل الوضوح أن حضور البديل المنسجم والتنظيمي والقوي مقابل هذا النظام العائد الى عصور الظلام في المشهد السياسي يسبب استحالة تثبيته بشكل فعلي او اعتباري وان مرور الزمن لايجلب سوى هزائم متلاحقة والتخبط بشكل متواصل. ولهذا من الواضح ان اضعاف وتجاهل هذه المقاومة عبر التآمر عليها وشن حرب نفسية ضدها يتشكل في صدر اولويات النظام برمته والاشخاص الذين لديهم مصالح مشتركة مع هذا النظام ضد مصالح الشعب الايراني.