الفترة البرلمانية التي انقضت ومرت عليها فترة أكثر من عشر سنوات كانت مخيبة لأمال وتطلعات الغالبية العظمى من الشعب العراقي عدا الحفنة المستفيدة من وضع تجربة برلمانية مشوهه زحف اليها الجهل وفرض الفساد سطوته ..وهؤلاء هم من أنبئنا القرآن عنهم الذين يأكلون التراث {المال } أكلا لما !! والرجوع الى الوراء تنبئنا عن تجربة سابقة في العهد الملكي مرت هادئة ولم تأخذ الوقت الكافي لترسخ المفاهيم الديمقراطية في نفوس الناس التي مسحها النظام الجمهوري الأول الذي حاول جاهدا إصلاح المنظومة القديمة التي تتحكم بأحوال الأمة من إقطاع وتحرر الثروة النفطية وإنشاء الأحزاب للوصول الى نظام ديمقراطي بعد ان شهدت البلاد تطور كبير في كافة المجالات والسعي لتعزيز المعايير الجديدة .إلا إن إخوان البعث والتآمر العربي وخاصة مصر جمال عبد الناصر لا يروق لهم تطلعات ومحاولات أوطان تكتب النجاح بنفسها ..فمرت تجربة كان من شأنها نقل العراق الى مصاف الدول المتحضرة وأسدل عليها الستار بالحديد والنار سنة 1963..واستمر مسلسل الانقلابات والثورات البيضاء والحمراء والقتل .وكلما سيطرة فئة باغية لعنت أختها وكانت فترة سوداء لعنت من العراقيين ولم تنال رضاهم طيلة أربعين عاما !! وما جرى يحكي فصوله ما بعد2003 تفاصيل توجع القلب بالمعلومات الدقيقة موثقة بالتواريخ لرموز سيئة وحوادث بعيدة كل البعد لانتصار الديمقراطية على التعصب والاستبداد الذي كان سائد ..وتميزت الفترة بالوهم والمبالغة في قمع الخبرات والتزمت الديني من ميلشيات خارجة على القانون تمرست في النهب والسلب والقتل .. والجماعات التكفيرية الوهابية التي تمتد جذورها إلى قرون الإجرام وإلغاء الآخر كان من ضحاياها أعداد هائلة لا يمكن حصرها من خير البشر والإنسانية .. فماذا استفاد الإنسان العراقي من هكذا نظام برلماني لا يوقف كل هذا التدهور ؟ وغير قائم على أسس المواطنة وإنما على روح الانتماء والولاء للمذهب والطائفة والتخندق ألمناطقي فمن النواب وعلى مراحله الثلاث انحاز الى الجماهير وضحى بمصالحه من اجل إطفاء هذا الحريق المستعر واستمرار هذه الفوضى في القرارات و التصريحات والزيارات والسرقة وضياع وهدر المال العام للبرلمان ومجالس المحافظات والمستشارين ومدراء عامين وكثير من المؤسسات الوهمية ..نحن نفتش عن برلمان عابر لكل هذه الممارسات ومن الداعمين للنهج الديمقراطي..لا لبرلمان يدافع عنه أصحاب المكاسب ومن يصلينا بشواظ الجحيم ..ولم نعد بحاجة الى ما كنا نضنه عصر جديد .. وما ننشده اليوم في نظام الحكم الرئاسي تمهيد الأرض لضمان نجاح التجربة البرلمانية الديمقراطية هو الأمل والملاذ .