23 ديسمبر، 2024 5:22 م

 نظام رئاسي ..أم برلماني معطل

 نظام رئاسي ..أم برلماني معطل

لا يختلف اثنان على أن النظام البرلماني عصارة جهد ونضال بشري طويل للوصول الى الحكم الأمثل ..والمناسب لرغبات وأهواء الناس على مختلف مشاربهم وأطيافهم ..واغلب الدول المتحضرة سبقتنا في هذا المضمار رسخت المفاهيم الديمقراطية لأسلوب حكم تعددي ناجح وبعد قبر فترة الحكم الفردي للجلاد تحول الحكم في العراق الى نيابي تعددي حلمنا خلاله ان نعيش سعادة بلا شقاء وصحة بلا مرض !! أثبت فشله بعد ثلاث دورات انتخابية والأمر عائد الى اعتبارين رئيسين بين المرشح والناخب الذي لا توجد بينهما أي تطابق في لغة تخدم الصالح العام ..الناخب لا يمتلك الثقافة الانتخابية وذو عقلية متأرجحة في القدرة باختيار الأفضل مردها الى التحزب أو مناصرة شخصية والاهم الطائفة ..ودخلت العشيرة إلى الخلطة والمزاج ليزداد الجهل جهلا وتنحدر الثقافة بعدا ..والمرشح يدخل دون مؤهلات علمية أو خبرة من السائد والمألوف معتمد على أهله وعشيرته بحصوله الأصوات وأحيانا على قائمته أو يحل بديلا وينصب اهتمامه على التعويض والإشباع لعقد متأصلة في نفسه .. ولذلك ومنذ التغيير نحن نحكم ببرلمان التوافق والتوازن والمحاصصة التي شرعنت لعملية الفساد والسرقة !! وتركن الأغلبية الفائزة بأصواتها ويعزل من حاز على غالبية لا يصل إليها اي مرشح كان ..مما حرف العملية برمتها التي يتلاعب في مساراتها المعمم بفوضوية وأغراض ذاتية ..ومجالس محافظات خصصت للمساومات وتضيع ونهب الثروات مما احدث اكبر الضرر في بناء البلاد..وبذا أصبحت هذه الأماكن ملجأ للفاشلين ونهازي الفرص !!

أخطاء قاتلة على خلفيات دينية وسياسية اقصائية أفسح لها المجال البرلماني ان تطل برأسها ورسمت السواد على وجه العراق !! وتحت هذه الفوضى الرقابة المالية متعطلة ومعدومة والفساد يتكاثر والنهب يزداد .. والتنوع في اتخاذ القرار لم نجني منه سوى عرقلة المشاريع التي تهم المواطن في الاستقرار العائلي والمهني والمادي ..لم تكن هنالك نقاط في صالحه ولم يلمس حلا لمشاكله ..غير اضطراب الامن والتراجع في النواحي الصحية والاقتصادية والتعليم ..ولا زالت الدماء تسيل منذ ثلاثة عشر سنة والمرتزقة والحاضنة النواصب احتلت مساحات ومدن كبيرة ..فماذا يعمل البرلمان الذي يعاني من الفرقة والانقسام على كل شيء عدا الاتفاق على سلم الرواتب والمخصصات والايفادات وفرض الفساد الكبير بحساب الراتب التقاعدي على اساس نائب وليس العودة الى عمله السابق واذا أحسنا الظن بهم فأغلبهم له ارتباطات في دول اقليمية تتآمر على البلد وطوائفه ..اختلافات الرأي والاتجاه في النظام البرلماني تعد وتصنع قرارات كارثية أوصلت البلد الى التشرذم والتفكك والتصادم..

ان نظام نتاجه صراع طائفي ..استشراء ظاهرة الفساد..تعطيل القوانين بتنفيذ أحكام الإعدام بحق عتاة القتلة والمجرمين .. مليشيات التصفية والعنف المتبادل ..ضياع ثروات البلاد..يكون العودة الى النظام الرئاسي بلا خوف وعقدة النظام الهالك أرحم من برلمان الغرف المظلمة الذي ادخل البلاد في مخاطر جمة..أظن من الصعب أن نجتاز هذا الحل الصعب لارتباطه بمصالح الفئات المتصارعة ..المختلفة الألسن ..المتشابكة في الظاهر والباطن ..على سهولة إسقاط خياراتنا واستبدالنا بحكم برلماني كقناع سكنته حمى الوصولية الى المواقع والمناصب..!! نحن كشعب يحاول تحدي إشكالات برلمان لم يتخل عن جذوره المذهبية شيعية وسنية والعزف القومي للأكراد الذي خلق قصص عاشها وسمع بها الجميع ..والكل مستعجل الشهوة في مقتل

البلد ولا يثير اهتمامه واهميته سوى أن تعانق أعينهم الفساد والتي ستكون الفرصة التي تكسر تجربة أحزنت العراقيين كثيرا … والحكم الرئاسي المنتخب هو الحل الأمثل.. لحكم أجل