23 نوفمبر، 2024 2:57 ص
Search
Close this search box.

نظام الملالي .. صم .. بكم .. عمي .. فهم لا يعقلون

نظام الملالي .. صم .. بكم .. عمي .. فهم لا يعقلون

بات معروفا في الادب السياسي والاجتماعي “ان الغرور يعني نهاية الشوط ” . اما الثقة بالنفس فهي بداية الشوط ” . وعلى مر التاريخ فان الزعماء الذين اصابهم الغرور اصطدموا بعقبات اجبرتهم على التراجع والانكفاء او السقوط , لان المغرور يسير ونظره الى الاعلى فيقع على وجهه عندما يعثر بحجر او حفرة .

لقد اصاب زعماء وملالي ايران قدرا عاليا من الغرور , وكأن الدنيا صارت ملكهم وطوع امرهم , ولاسيما بعد اختراقهم بعض الدول العربية بالتسلل خلسة في جنح الليل وفي غفلة عن اعين الحراس . وصار البعض منهم يتباهى بان ايران امتلكت البر والبحر في المنطقة , وتتحكم في الملاحة في البحار والمضائق .

لابد ان نعترف ان التمدد الايراني في المنطقة جاء نتيجة الفراغ الذي سببه بعض الحكام العرب الذين شغلتهم ملذاتهم عن حماية الارض والاعراض والسيادة والاستقلال . كما ان المخطط الاستعماري الذي اعلن عنه اكثر من زعيم وباحث في دول الغرب يرمي الى تمزيق الاقطار العربية زيادة على ما حصل في سايكس –بيكو 1916 , بهدف السيطرة على الثروات النفطية ومصادر الطاقة في البلدان العربية وخاصة المنتجة للنفط والغاز . وكذلك اقامة دويلات دينية وقومية وطائفية يسهل السيطرة عليها . وهو مخطط صهيوني منذ اكثر من مئة عام , ولكن الصهاينة عجزوا عن تنفيذ ذاك المخطط , وقد حاولوا ذلك في لبنان للفترة ما بين 1975- 1990 , اما نظام الملالي فقد نفذ المخطط الصهيوني بكل كفاءة وحرفية , فخلال عقد من السنين تمكن من اثارة الفتنة الطائفية في اكثر من قطر عربي , وهاهو المخطط يسير على ما يرام وكما ارادته الحركة الصهيونية من قبل , فما عجزت عنه تلك الحركة نجح به نظام الملالي .

من هذا الواقع اصيب نظام الملالي بالغرور فلم يعد يسمع لنداءات العقل والحسابات العقلية , واخذ يماطل في المفاوضات الخاصة بالملف النووي , ويكسب الوقت . وأقول ان الغرب غير منزعج من البرنامج النووي الايراني ابدا , لان زعماء الغرب واثقون ان السلاح النووي الايراني لن يوجه الى الكيان الصهيوني ابدا , بل هم واثقون ان النظام مستعد لمنحهم وثيقة بعدم الاعتداء على الكيان الصهيوني . كما ان الغرب وخاصة الولايات المتحدة يجدون ان التعامل مع الشيعة في ايران اسهل واضمن من التعامل مع السنة في العالم الاسلامي , لان الشيعة لديهم مرجعية تحكمهم اما السنة فليس لهم مرجعية واحدة قادرة على تسير الجماهير في الوقت المناسب . ولهم في فتاوى السيستاني خير مثال على ذلك .

مما سبق فان تجاهل نداءات الشرفاء في العالم من حقوقيين وادباء ونواب وهيئات حقوق الانسان المطالبة بوقف احكام الاعدام في ايران , ووقف ملاحقة الوطنيين وخاصة النساء والطلبة الذين يبدون رايهم في الاحداث الجارية في ايران , انما هو من الظوهرالمرضية التي اصابت نظام الملالي الا وهي الغرور , وعدم احترام الراي العام العالمي الحر .

ومن ذات المنطلق فلم يعد اتباع نظام الملالي في العراق يعيرون بالا لمثل هذه النداءات الخاصة بالاشرفيين الذين نالهم الويل والشر والقتل على ايدي اتباع حكومة المالكي ومن بعده العبادي الذي هو من حزب المالكي , ومن العملة الفاسدة عينها .

ان قصة الاشرفيين صارت تستحق عرضها في روايات وقصص تصلح للتمثيل في افلام ومسلسلات تلفازية , تظهر مقدار الاجرام الذي نفذه اعوان نظام الملالي في العراق , وخاصة المليشيات التي تدربت في ايران قبل احتلال العراق 2003 ضدهم .

صحيح ان الاشرفيين فصيل ايراني شارك في ثورة خميني ضد الشاه 1979 ,  ولكنه ابدى رايا مخالفا ” لولاية الفقيه ” وهذا الراي لم يعجب خميني الذي لن يتنازل عن دوره الديكتاتوري الذي منحه اياه نظام الولاية , فصار هذا الفصيل الوطني معاديا بين ليلة وضحاها , ففر الى حيث الامان والسلامة , فقدم الى العراق. وقد بنوا مدينة عصرية باموالهم الخاصة صارت تعرف بمخيم اشرف , وفي عام 2003 سلم الاشرفيون اسلحتهم الى القوات الامريكية مقابل حمايتهم . ولكن مصالح الولايات المتحدة مع ايران تجاهلت التزاماتها تجاه الاشرفيين , بل تركتهم تحت رحمة اعوان المالكي يرتكبون الجريمة تلو الاخرى منذ عام 2009 وحتى الان , وتم اجبارهم على الرحيل الى سجن ليبرتي , وقد تركوا اموالهم وممتلكاتهم في مخيم اشرف على ان يتم بيعها فيما بعد , ولكن المليشيات التابعة لمنظمة بدر التي يقودها هادي العامري سرقت كل ما في مخيم اشرف , ولم تسلم من اذاهم المقبرة التي تحوي رفات الاموات من الاشرفيين . وخلال السنوات الماضية قتل عشرات الاشرفيين ومئات الجرحى في مواجهات مع قوات المالكي تنفيذا لتعليمات قاسم سليماني الحاكم الفعلي في العراق .

ان محنة الاشرفيين هي في ذمة الولايات المتحدة التي نكثت بتعهداتها وفي عهدة الامم المتحدة التي اشرفت على كل الاتفاقات الخاصة بحماية الاشرفيين . وعلية فلم تعد المناشدات التي تتوالى من نواب الاردن والعراق واوروبا والولايات المتحدة ومعظم دول العالم تمضي ادراج الرياح , وان كانت تحرج نظام الملالي .

ان البيان الاخير من عدد من نواب الاردن يعبر عن مشاعر التضامن مع الاشرفيين في محنتهم الحالية حيث يعيشون في حصار خانق , حيث تمنع القوات الخاصة العراقية عليهم دخول النفط والمواد الطبية وكل مستلزمات الحياة اليومية . وكل هذه الاعمال منافية لحقوق الانسان . ولكن اين هي الجهة التي تحترم حقوق الانسان سواء في ايران او العراق ؟ . اذ لاقيمة لحياة الانسان عند هؤلاء الحكام ماداموا على كراسي الحكم . الكرسي الاولى والباقي الى الجحيم .

أحدث المقالات

أحدث المقالات