الحرية جوهرة ثمينة و تطمح كل الشعوب إلى تحقيقها و العيش بسلام فيها بعد أن تقدم التضحيات التي تؤهلها لنيل ما تسعى له و تصبو إليه من حياة حرة و حرية لا تتقاطع ما تشريعات السماء بل تكون وفق سياقاتها المحكمة وهذا ما تعمل عليه البشرية جمعاء في حين نرى الحكومات السياسية الدكتاتورية التي تتحكم بمقاليد الأمور تعمل على سلب الحرية و تكميم الأفواه و تحارب نشطاء حقوق الإنسان و رواد وسائل الإعلام و مواقع تواصل اجتماعي المتنفس الوحيد المتاح أمام الجماهير الذي بات يشكل تهديداً مباشراً للطغاة و يزلزل أركان عروشهم التي ترى فيها الخلود و الأبدية المطلقة فلذلك فهم يستخدمون شتى أساليب القمع و محاربة الحريات و تصدير الأحكام العرفية و القوانين التعسفية الصارمة بهدف الحد من ثورة البركان الشعبي المتوقع انفجاره في أي لحظة وهذا ما نراه يحدث الآن في اغلب المدن الإيرانية التي عانت ما عانت من نظام الملالي الفاسد و غطرسة و استبداد جبروت ولاية الفقيه و زعيمها الروحي الدكتاتور خامنئي فبعد موجة الاعتقالات العشوائية الوحشية و الإجراءات التعسفية التي نفذتها الأجهزة القمعية لنظام الملالي في الآونة الأخيرة والتي أججت الوضع المزري فقد تجددت على إثرها التظاهرات الاحتجاجية المطالبة بالحرية الواقعية و ليس بالحرية الشكلية المزيفة وكذلك إيقاف تلك الحمالات البشعة و ترك الشعب يقرر مصيره بنفسه بعيداً عن نظام مستبد وهذا ما دعا الشعب الإيراني إلى مواصلة تظاهراته السلمية وصولاً لتحقيق رغباته في انتشال البلاد من خطر الانهيار الاقتصادي و إنهاء العزلة الدولية التي تمر بها البلاد جراء سياسة الاستكبار و الأحلام الشيطانية لحكومة الملالي الخارجية القائمة على التمدد و احتلال دول الجوار و استغلال خيراتها و سرقة مقدراتها لصالح الأطماع الملالية و الشهوات و الملذات لمرشدها خامنئي من خلال التدخل في شؤون تلك البلدان التي زجت بالشباب في حروب خارجية طاحنة لا طائل منها جعلت البلاد تقبع في دهاليز العزلة فألقت بضلالها السلبية على واقع البلاد فأصبح الشعب أمام خياران لا ثالث لهما فإما الاستمرار بالمظاهرات و الصمود بوجه اعتى دكتاتورية عرفها التاريخ الإنساني عندها ستكون قوة و إصرار الشعب أقوى و أكثر شكيمة من أجهزة قمع أو أن يختار الشعب طريق الذل و الهوان و الرضوخ لنظام حكومته و ليتجرع كأس المرارة التي ستقدمه تلك الحكومة له بغض النظر عما يحتويه الكأس من أساليب تعسفية و مختلف الوان العذاب فضلاً عن ارتفاع معدلات الإعدامات لكل مَنْ يحاول أو يفكر بالقيام بثورة ضد نظام الملالي وهذا ما لا يحمد عقباه وهو ما لا يتناسب مع ما عرف به الشعب الإيراني من تاريخ عريق و عمق أصالة و مكانة تاريخية مرموقة بين بلدان العالم بالإضافة إلى انتمائه للإسلام وما يفرضه عليه من رفض للظلم و الطغيان الملالي و نشر قيمه الإنسانية و مبادئه النبيلة بما يتماشى مع تشريعات و أحكام القران الكريم لا مع أهواء النفس و وساوس الشيطان الرجيم نعم فالحرية لإيران .