10 أبريل، 2024 8:18 م
Search
Close this search box.

نظام التعليم العالي يدفع الطلبة لإرتداء الحفاظات قياس أكس سمول

Facebook
Twitter
LinkedIn

 يتداول الناس على صفحات التواصل الإجتماعي صورا ً لطلبة الجامعات و هم يرتدون كل ما هو غريب و عجيب في حفلات التخرج. فلقد أصبح الطلبة يرتدون ملابس النوم و ملابس ما بعد الإستحمام و آخر ما إرتدوه الحفاظات و بالتحديد الحفاظات قياس أكس سمول. و أخذ الناس يتساءلون لماذا أصبح طلبة الجامعات بهذا الحال يرتدون الحفاظات بعد أن كان طلبة الأمس يرتدون الملابس الأنيقة التي تدل على رقي و وقار و كياسة الطالب الجامعي. و الحقيقة فإن السبب هو أن نمط التعليم بالأمس كان ينمي القدرات العقلية و الفكرية للطالب و يجعله شخصا ً يتحمل المسؤولية عن جدارة أما نظام التعليم اليوم فهو يتعامل مع الطالب تعامل سطحي و النتيجة كما يراها الناس على صفحات التواصل الإجتماعي.بالأمس كان الطالب يبذل جهده في الدراسة و في إعداد التقارير و مشروع التخرج. فبالأمس كان الطالب يواظب على حضور المحاضرات ليفهما و يكتبها بخط يده و ليس من أجل أن لا يرقن قيده بسبب الغياب, و إن غاب عن المحاضرة فعليه أن يستعير المحاضرة من أحد زملاءه ليستنسخها بخط يده. و عملية كتابة المحاضرة باليد لها دور كبير في التفاعل مع موضوع المحاضرة و فهمها. و كان الطالب بالأمس لكي يعد التقارير و مشروع التخرج فإنه كان يرتاد مكتبة كليته ليستعين بالكتب و الدوريات, و لم يكن يقبل منه مشروع التخرج إلا ّ بعد التمحيص و المراجعة لإنجازه بصورة جيدة. و بالنتيجة كان خريج الكلية ذا شخصية إيجابية يتحمل المسؤولية بكل معنى الكلمة. 
أما اليوم فإن الطالب يحضر المحاضرات لكي لا يرقن قيده بسبب الغياب و هو يجلس في المحاضرة مجرد مستمع لأن المحاضرة متوفرة في مكاتب الإستنساخ الأهلية الموجودة في أرجاء كليته, و أصبح الطالب اليوم لا يكتب إلا ّ في الإجابة عن أسئلة الإمتحانات. و أصبح الطالب اليوم لكي يعد التقارير و مشروع التخرج فإنه يرتاد الإنترنت ليستنسخ النصوص اللازمة من مصادر فضائية مجهولة أو يرتاد مكاتب الإستنساخ ليشتري التقارير و مشروع التخرج جاهزا ً دون أن يبذل أي جهد يذكر, و أصبح يقبل منه مشروع التخرج كيفما كان دون تمحيص أو مراجعة. و بالنتيجة أصبح خريج الكلية ذا شخصية سلبية لا يعتمد عليه حيث بعد موجة الهجرة الأخيرة للشباب إلى ألمانيا قامت الشركات الألمانية بتوظيفهم كمتدربين و لكن هذه الشركات أصيبت بالصدمة و الخيبة لأنها وجدت أن هؤلاء الشباب لايمتلكون أدنى المؤهلات و أن معظمهم يفتقد حتى أساسيات التعليم المدرسي و بالتالي لا توجد أية فائدة أو أي مردود إقتصادي من إيوائهم أي أن مستواهم العلمي قياس أكس سمول. 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب