23 نوفمبر، 2024 2:45 ص
Search
Close this search box.

نظام التعليم العالي يدفع الطلبة لإرتداء الحفاظات قياس أكس سمول

نظام التعليم العالي يدفع الطلبة لإرتداء الحفاظات قياس أكس سمول

 يتداول الناس على صفحات التواصل الإجتماعي صورا ً لطلبة الجامعات و هم يرتدون كل ما هو غريب و عجيب في حفلات التخرج. فلقد أصبح الطلبة يرتدون ملابس النوم و ملابس ما بعد الإستحمام و آخر ما إرتدوه الحفاظات و بالتحديد الحفاظات قياس أكس سمول. و أخذ الناس يتساءلون لماذا أصبح طلبة الجامعات بهذا الحال يرتدون الحفاظات بعد أن كان طلبة الأمس يرتدون الملابس الأنيقة التي تدل على رقي و وقار و كياسة الطالب الجامعي. و الحقيقة فإن السبب هو أن نمط التعليم بالأمس كان ينمي القدرات العقلية و الفكرية للطالب و يجعله شخصا ً يتحمل المسؤولية عن جدارة أما نظام التعليم اليوم فهو يتعامل مع الطالب تعامل سطحي و النتيجة كما يراها الناس على صفحات التواصل الإجتماعي.بالأمس كان الطالب يبذل جهده في الدراسة و في إعداد التقارير و مشروع التخرج. فبالأمس كان الطالب يواظب على حضور المحاضرات ليفهما و يكتبها بخط يده و ليس من أجل أن لا يرقن قيده بسبب الغياب, و إن غاب عن المحاضرة فعليه أن يستعير المحاضرة من أحد زملاءه ليستنسخها بخط يده. و عملية كتابة المحاضرة باليد لها دور كبير في التفاعل مع موضوع المحاضرة و فهمها. و كان الطالب بالأمس لكي يعد التقارير و مشروع التخرج فإنه كان يرتاد مكتبة كليته ليستعين بالكتب و الدوريات, و لم يكن يقبل منه مشروع التخرج إلا ّ بعد التمحيص و المراجعة لإنجازه بصورة جيدة. و بالنتيجة كان خريج الكلية ذا شخصية إيجابية يتحمل المسؤولية بكل معنى الكلمة. 
أما اليوم فإن الطالب يحضر المحاضرات لكي لا يرقن قيده بسبب الغياب و هو يجلس في المحاضرة مجرد مستمع لأن المحاضرة متوفرة في مكاتب الإستنساخ الأهلية الموجودة في أرجاء كليته, و أصبح الطالب اليوم لا يكتب إلا ّ في الإجابة عن أسئلة الإمتحانات. و أصبح الطالب اليوم لكي يعد التقارير و مشروع التخرج فإنه يرتاد الإنترنت ليستنسخ النصوص اللازمة من مصادر فضائية مجهولة أو يرتاد مكاتب الإستنساخ ليشتري التقارير و مشروع التخرج جاهزا ً دون أن يبذل أي جهد يذكر, و أصبح يقبل منه مشروع التخرج كيفما كان دون تمحيص أو مراجعة. و بالنتيجة أصبح خريج الكلية ذا شخصية سلبية لا يعتمد عليه حيث بعد موجة الهجرة الأخيرة للشباب إلى ألمانيا قامت الشركات الألمانية بتوظيفهم كمتدربين و لكن هذه الشركات أصيبت بالصدمة و الخيبة لأنها وجدت أن هؤلاء الشباب لايمتلكون أدنى المؤهلات و أن معظمهم يفتقد حتى أساسيات التعليم المدرسي و بالتالي لا توجد أية فائدة أو أي مردود إقتصادي من إيوائهم أي أن مستواهم العلمي قياس أكس سمول. 

أحدث المقالات

أحدث المقالات