22 ديسمبر، 2024 11:51 م

نظام آيل للسقوط ..ولكن..!!

نظام آيل للسقوط ..ولكن..!!

كل الانظمة التي سقطت بعوامل داخلية أو خارجية أو بالاثنين معا ، كانت انظمة متجبرة مدججة بالسلاح والقتلة والمخبرين والخونة واللصوص والميليشيات .

انظمة إعتقدت انها محصنة بفلسفة جئنا لنبقى و “ماننطيها ”  وغياب الوعي الجماهيري أو تضليله وخداعه ، محصنة بجمهور مغفل بقاعدة ” بالروح بالدم نفديك …”  اياً كان المفدى جنرالاً أو ابن شارع أو رجل دين أو طبقة سياسية ممثلة بفرد بهالة القداسة..!

في لحظة تأريخية يتعذر فيها الاندماج والتوافق والتخادم بين سلطة القمع والاستحواذ والجمهور المغيب الوعي نفسه ، تفك أسار وعيه لحظة التصادم نفسها التي تنفتح على خيارات تخرج كل عوامل قوة هذه الانظمة من معادلة الصراع المخفي خلف ستار الدخانيات والاغتيالات والتغييب والغلاف الايديولوجي وماتبقى من مخلصين لنظام القهر والتعسف نفسه ، الذين سيلقون بورقة التوت في اقرب حاوية للنفايات ويلوذون بجلودهم من عقاب الجماهير وهي تدشن لحظتها التأريخية بمعادلة جديدة للصراع قد تودي الى النظام الرشيد أو الفوضى . خياران تحدد مسارهما لحظة السقوط المدوية التي نشبه الخرافة واللامعقول !

النظام الحالي المسترخي تحت ظلال خيرات النفط والديمقراطية المضحكة والوعي المغيّب والحماية الدولية والاقليمية ، يسير حثثاً نحو لحظة التصادم التاريخية التي يتعذر فيها ان يعيش هذا النظام بنفس الطريقة الحالية ويتعذر على الجمهور المنطلق من غفوته ان يعيش بنفس الطريقة أيضاً !

الاصلاح لم يعد ممكناً من داخل النظام نفسه بقبضته المتخادمة طائفياومصلحياً بين امراء الطوائف وزمر اللصوص الأشمل من الحزام الطائفيوالأقوى منه في الوقت نفسه !!

لن يكون سقوط هذا النظام نزهة في طريق رسم المعادلة الجديدة للعيش بين النظام الجديد والجمهور الواعي . سيكون الثمن باهظاً لكنه اقل مأساوية من زمن التوازن القلق بين سلطة القمع وجمهور الغفوة ، لكنه الثمن الممكن والمتاح لتعايش حقيقي بين النظام الجديد والجمهور المنفلت من عقال التضليل ، برعاية ديمقراطية حقيقية وصناديق اقتراع نزيهة وسياسيين غير ملوثين بالفساد الذي فاق كل التصورات عن مافيات اللصوص والمخدرات والجريمة المنظمة !