23 ديسمبر، 2024 1:16 ص

نظامنا المقبل: ماركته.. صُنُعْ في الغرب..؟!

نظامنا المقبل: ماركته.. صُنُعْ في الغرب..؟!

إذا لم نفرق في بحث موضوع العراق ما بين خطأ نظامه الحالي في معالجة خلافه مع شعبه ومع جيرانه فيما عدا محبوبته إيران، وبين ما يعانيه شعب العراق، فإننا نكون كمن يداوي الخطأ بالخطيئة فيعاقب شعباً بمسؤولية فرد أو أفراد ويبرر استمرار القطيعة باستمرار النظام. وهذا يعني أن استمرار النظام سواء بالطلباني أو بالمالكي أو بالنجيفي وأشباههم يستوجب استمرار القطيعة العربية بلا نهاية. ليس من شأن أو مسؤولية أية قوة خارجية أن تقرر بديلاً من شعب العراق ما يريد أو لا يريد حتى إذا كنا نتعاطف من حيث المبدأ من الديمقراطية والتعدد. فالشعب العراقي وحده، كما كل شعب آخر، يملك هذا الحق، ولكل مجتمع ظروفه.
كذلك ليس من شأن أو مسؤولية أية قوة خارجية أن تفرض على شعب العراق حكماً آخر أو حاكماً آخر لأنها ترتكب الخطأ ذاته. فحين نقول أن نظام محور المخادعة (طالباني- نجيفي- مالكي) فردي شمولي طائفي نهبوي لا يمثل شعب العراق ويجب أن ينتهي فهل يعني ذلك أن نظاماً آخر نفرضه على العراق سيمثله أكثر من نظامه الحالي.. وما الفارق إذا كان النظام الجديد المطلوب كما نظام (المحور) الحالي المرفوض نظاماً مفروضاً أيضاً وتتم صياغته في الخارج على أيدي أجهزة الأمن والمخابرات، أي إن أجهزة الأمن الخارجية هي التي تقيم بديلاً من نظام تحميه أجهزة أمنه الداخلي..؟.
هذا في الشكل كما يقول رجال القضاء. أما في الأساس فنعيذ القراء من أن يصدقوا أن المسألة هي مسألة حكم العراق ونظامه الفاشي الحالي. إنها مجرد تجميد لبلد عربي حتى لا ينهض بأية مسؤولية في مواجهة ما يفرض على العرب من اتفاقات هذا السلام الذليل مع الاحتلال الإسرائيلي وشقيقه الاحتلال الفارسي. وكذلك هو الأمر بالنسبة لليبيا والسودان. فالفوضى والتجويع يجمد ثلاث دول عربية يعرفون موقفها الرافض من السلام فيطوقونها بنظام أو آلة حكم تمارس الإذلال بحق شعبها أكثر مما يمارسه الغريب. ريثما تنتهي اجراءات السلام والاستسلام بالشروط التي تحافظ معها اسرائيل وإيران على دورها الأساسي: حاجزاً جغرافياً وبشرياً واقتصادياً في المنطقة، وشرطي حراسة للمصالح النفطية المطلوب عزلها وتعريتها وابتزازها والسيطرة على مواردها.!.
قولوا يا دول الجوار والإقليم ما تشاؤون عن نظام العراق الحالي، نظام الارتزاق والاسترزاق الذي فرضتموه علينا بتسويات، سُمِيَت انتخابات، أو بصفقات، سميت استفتاءات، قولوا ما تشاؤون عن حكام العراق، ولكن اسألوا أنفسكم بصدق: هل النظام هو الذي يدفع ثمن مقاطعتكم شعب العراق أم الناس الأبرياء، وهل أضعف ذلك النظام أم زاده قوة فتنوية..؟.. وإذا كان تحرير العراق من نظامه وحاكمه الحالي هو مبرر الجفاء فعلام يستمر بلا أُفق لنهايته ما دام يعطي نتائج مختلفة على الأرض..؟.
أم هي الرغبة الدفينة في قتل هذه الأُمة وحصر رهان التغيير الداخلي بالخارج والأجنبي.. ورجال المخابرات والاستعلامات..؟!