24 ديسمبر، 2024 2:32 ص

نظافة أياديكم تٌتوج أعيادكم

نظافة أياديكم تٌتوج أعيادكم

يحتفل الشيوعيون العراقيون وأصدقائهم ومريديهم, بعيدهم التاسع والسبعين ,الذي يمر ذكراه اليوم, وهم أكثر زهوا وافخرا بانتمائهم الوطني والمبدئي الذي جسدوه طيلة هذه السنين من عمر تأسيس حزبهم إلى ألان, و بما قدموه من كفاح وتضحيات قربانا لبناء عراقهم الديمقراطي التحرري,  فتاريخهم المشرق المخضب بدماء منتسبيهم وشهدائهم   الذي كتبوه في سفر العراق السياسي والنضالي ظل يحكي للأجيال المتعاقبة قصة التضحية والإيثار ونكران الذات والتفاني والإخلاص  في كيفية بناء الوطن وازدهاره والحفاظ على سيادته واستقلاله وتعزيز تلاحمه ووحدة ترابه  .
 لكن الذي يزيدهم فخرا وسموا ورفعة واعتزازا باسم حزبهم , هذه السمعة الطيبة التي تركوها في نفوس أبناء شعبهم, في كبر نفوسهم وتعاليهم عن الصغائر الدنيئة, في الحفاظ على نظافة أياديهم, من إن تدنسها أو تلوث نصاعتها  شبهة السرقات والتلاعب بالمال العام واستغلال مرافق ألدوله وبناياتها, أو الانغماس في مستنقع الفساد الإداري والمالي الذي أضحى سمة فاقعة سوداء تؤطر جبين بعض  الأحزاب والحركات السياسية ورموزها التي دخلت العراق مع المحتل بحجة تحرير العراق وإنقاذه من براثن كواسره ووحوشه الذين تربعوا على متنه سنينا طوال.
 لكنها استفردت بنهشه واستلاب قوته وثروة أبنائه فأمعنت بشرعنة الفساد وتكالبت  متصارعة فيما بينها في الحرمنة وتقاسم الغنائم والخيرات ,  وتلاعبت بمقدرات هذا الشعب وإمكانياته ومواهبه وكفاءة أبنائه, في مزاد قل نظيره للبيع والشراء في أسواق النخاسة للمناصب والمراكز الوظيفية, وللنطيحة والمتردية من سقط المتاع, أو من البقايا الهزيلة والانتهازية للبعثتين والصدامين الذين أذاقوا هذا الشعب الذل والهوان أيام مجدهم وتسيدهم بقوة قائدهم المغوار.
فهنيئا للحزب الشيوعي العراقي بعيده ,من إنسان ظل مستقلا ومحايدا بقية عمره ,  لكنه لم يبتعد عن المسرح السياسي العراقي وعن شخوصه ورموزه التي تناوبت  الأدوار والمشاهد في تحريك عجلة الواقع السياسي والإداري الحكومي, أو استثارة الشارع العراقي والجماهيري ,فكانت حصيلتها هذه التجربة من وجهة نظري الخاصة المجردة عن التحيز والممالئة في التميز بين الغث والسمين لهذه الأحزاب التي توالت على مجمل الإحداث في وطننا العزيز.