وها نحن نطوي صفحات النزوح لنعود الى ديارنا نعمرها ولتكن لنا عبرة نتعلم ونأخذ الدروس منها ، وكل صفحة نطويها لابد لنا من الوقوف عندها طويلاً ودراستها وتحليلها بأيجابياتها وسلبياتها ، وهنا سأركز على اهم نقطة شغلت وتشغل الكثير من الاهالي لانها تمثل ومثلت مشكلة حقيقية لهم الا وهي التعليم
فقمت بعمل دراسة سريعة وبسيطة عن عدد وأداء مدارس النازحين في اربيل فقط ، فتبين لي ان هناك ( ١١١ ) مدرسة ابتدائية تضم ( ٦٤.٥٠٠ ) الف طالب وطالبة ، و ( ٩٤ ) مدرسة ثانوية تضم ( ٤٠،٦٠٠ ) الف طالب وطالبة ، وهذه السنة فتحت ( ٩ ) مدارس اخرى وذلك بسبب إغلاق بعض المدارس العربية في اقليم كوردستان ، ولايمكننا من حصر الإعداد الحقيقية للطلاب بسبب استمرار عودة الكثير من نازحي الانبار وصلاح الدين ونزوح اعداد اخرى من الموصل بسبب الاعمال الحربية . الا اننا يمكن ان نسلط الضوء على بعض المعطيات ،
مدارس النازحين بشكل عام بسيطة ببناياتها وساعات الدوام وإمكانياتها ، حيث ان اغلب هذه المدارس لايتجاوز الدوام فيها الثلاثة ايام بالأسبوع وبمعدل ثلاث ساعات يومياً وبكوادر متفاوتة ، المنظمات الإغاثية والامم المتحدة تكاد تكون جهودها في هذا الجانب معدومة او خجولة حيث قامت الامم المتحدة بفتح مدرستين لسنة واحدة فقط وبأمكانات ضعيفة .ومن جانب اخر لابد لي ان اذكر ان هناك مدارس نموذجية مثل مدرسة عمر الصيدلي التي حققت نسب نجاح عالية حيث ان نظام القبول فيها للمتميزين فقط ، والابرز في هذا الجانب هو مدارس الرصافي التي أذهلت الجميع بسرعة افتتاحها وبحجم عطائها وإمكانياتها ، حيث وصل عددها ( ٢١ ) مدرسة لمختلف المستويات تضم ( ٣٠ ) الف طالب على مستوى اقليم كوردستان ، الدوام فيها ستة ايام بالأسبوع ، زي موحد ، وسائل نقل
ليس هذا فقط بل المدارس تشارك بكافة الفعاليات والانشطة الرياضية والمعارض الفنية والعلمية وتتفوق فيها ،
تفتح دورات تطوير وتقوية للطلاب والكوادر تحت إشراف معاهد عالمية وهيئات علمية ، ومن الجدير بالذكر تحقيق نسب نجاح عالية على مستوى مدارس العراق وليس على مستوى مدارس النازحين ، ورغم السلبيات التي رافقت تجربة التعليم في زمن النزوح الا اننا لايمكن ان ننكر ان كل نازح في اربيل اخذ حظه من التعليم وكان له مقعد مع تفاوت النسب .
واخيراً نسأل الله ان يعود كل نازح الى بيته وان يعم الامن والاستقرار في محافظاتنا وان يستفاد النازحون من معاناتهم ومن تجاربهم في اماكن نزوحهم ويحافظون على مدنهم .