يخشى بعضهم أن تؤدي الأزمة الراهنة بين السعودية وايران إلى حرب في المنطقة تضاهي حربي الخليج الأولى والثانية، وبعض آخر يدعوا الى التهدئة..الخ ترى اين كان هؤلاء يوم نشبت الحرب في سوريا وراحت ايران تدعم الاسد، والسعودية وأطراف اخرى سنية تساند السنة؟ وفي البحرين تمخض الصراع بين الدولتين الى دفع الرياض بقوات درع الجزيرة لمنع الشيعة الموالين لطهران من السيطرة على البحرين، ومازال الصراع محتدماً هناك. ومنذ عام 2014 والحرب سجال بينهما في اليمن والتي شملت بلداناً سنية لمواجهة الحوثيين الموالين لأيران والذين انقلبوا على الشرعية هناك. عدا ذلك فان التصادم جار بين السعودية وايران في اكثر من بلد اسلامي علما انه منذ نشوب تلك الحروب بين السعودية وايران. فأن احداً لم يحصرها بين هاتين الدولتين ولم يظهر المخاوف ازاءها بجد مثلما يظهرونها اليوم، وكأن تلك الحروب لم تكن تستحق الذكر، ففي سوريا قتل ما يقارب الربع مليون انسان وعم الخراب والدمار كل بقعة منها، القول نفسه ينسحب على اليمن الذي قتل فيه نحو 3000 إنسان الى الآن ويبدو ان المنظمات الدولية: التعاون الاسلامي والجامعة العربية والأمم المتحدة وعدم الانحياز، أفاقت فجأة على تبلور السبب المباشر (اعدام النمر والأعتداء على الهيئات الدبلوماسية للسعودية في ايران) لحرب شاملة متوقعة بين السعودية وايران، وعند اندلاعها فأنها مثل حرب الخليج الأولى ستطول، لأن ثروات البلدين الهائلة المالية والبشرية تكفلان الادامة بالحرب، ولا ننسى ان كلا الطرفين كانا خلال الاعوام الماضية في سباق محموم نحو التسلح إلى أن تحول الخليج الى ترسانة ضخمة للأسلحة، لذا كان من المتوقع ان يمهد ذلك، فضلاً عن النزاع الطائفي السني – الشيعي لحرب متوقعة بينهما، والتي ستكون تتويجاً لحروبهما الدائرة في سوريا واليمن والعراق..الخ والفرق ان الحرب الجديدة المتوقعة قد يشارك فيها سنة وشيعة العالم كافة ومثلما لم تتمكن المبادرات السلمية من وضع حد للحروب الحالية في المنطقة فأنها لن تتمكن من وأد الحرب المتوقعة بين الرياض وطهران وهي في المهد والتي تعد امتداداً لحروب سوريا واليمن والعراق التي لم يتمكن آحد من ايقافها إلى الآن.