23 ديسمبر، 2024 10:02 ص

نضحك لو نبچي؟!!

نضحك لو نبچي؟!!

حيرة ما بعدها حيرة , ومتاهة لا منفذ فيها , ودائرة مفرغة من التداعيات والحماقات والتفاعلات البشعة المريرة التي ما مرّت على بشر فوق الأرض وبهذه المدة القاسية القاهرة.
يا ليتها حرب مئة عام بين دول معروفة كما كانت تحصل في أوربا , لكنها تصارعات ضارية أليمة ذات خسائر فادحة ومروعة على جميع المستويات.
فالواقع المتأجج أشبه بأناس سكارى بالأفكار والضلالات والتصورات البهتانية , وهو يتطوحون في شوارع الأيام , وتحف بهم الوحوش الضارية الآنسة بترنحهم وفقدانهم لصوابهم , وتحولهم إلى فرائس سهلة ولذيذة.
هذه صورة ما يجري في واقعنا على مدى ثلاثة عقود ويزيد , والعجيب في الحال أن طوابير الضحايا صارت تلد مَن بينها من يؤهلها للقيام بدور صناعة الويلات وإدامتها وإستلطافها , والتغني بأمجاد الآثام والخطايا والرزايا المتوجة بالدين.

أمر محزن مقرف مؤلم مشحون بأسباب ودواعي الإنقراض , ومزيد من الخيبات والتناحرات المفضية إلى وجيع صاخب وعنيف , يتردد صداه في آفاق الأجيال!!

فلا الدين يصلحها لأنه صار داءها العضال , ولا المصلح بقادر على إبصارها , ولا المفكرون والمثقفون والكتاب , فقد إختلطت الأوراق وضاع حابلها بنابلها , وتعممت بالفساد وأطلقت لحى المراءات والخداع , وأوقدت أجيج العواطف والإنفعالات الهوجاء.

فما عاد الدين دين , ولا مدّعوه بعارفين بدين , وإنما هي صياغات غابية , وأمّارات سوء سادية , وإضطرابات سلوك باثولوجية , حتى إنسحق الخير بالشر , والفضيلة بالرذيلة , والرحمة بالتوحش , وما أصبح البشر بشرا , وإنما رقما أو إسما أو توصيفا يؤهله للإفتراس والمحق الفوري العقائدي الفتاك!!

عالم لن يتكرر , وقد عزلته الدنيا عن بدنها العولمي , وعصرها التنويري , وحسبته السرطان الذي عليه أن يتآكل ويقضي على نفسه , بتنشيط بعض خلاياه القادرة على قتل الخلايا الأخرى في الورم وإفتراسها , ومن ثم تموت لإنتفاء الحاجة إليها , ولأنها معفرة بالطاقات السرطانية , وملوثة بأفكار الظلماء والفحشاء والفساد.

فتلك من مصائب قوم عن قوم فوائد , والإستثمار في مصائب ما يتحقق في عالمنا المخمور بالإنفعالات والأفكار الظلامية , يحقق أعظم الفوائد للطامعين بكل ما هو عربي.

فتحية للمفترسين السعداء بما نقوم به من سلوك الغباء , وإلى مزيد من التداعي في ميادين الغثيان العقائدي المؤدية إلى سقر!!