السيد الامين العام للامم المتحدة
السيد ممثل الامم المتحدة في العراق
السيد مدير منظمة اليونسكو في العراق
السيد ممثل الفريق القطري للامم المتحدة
السادة سفراء السلك الدبلوماسي في العراق
السادة ممثلي المنظمات الحكومية وغير الحكومية في العراق
السادة ممثلي منظمات المجمع المدني في العراق
السيد وزير الثقافة في العراق
مقترح بمناسبة اليوم العالمي للتنوع الثقافي من اجل الحوار والتنمية
سادتي :
في هذا اليوم المصادف ٢١ من شهر ايار عام ٢٠١٤ يسرني ان اشكركم لدعودتنا لحضور هذه الاحتفالية الكبيرة التي تقام في العاصمة العراقية بغداد في اليوم العالمي للتنوع الثقافي من اجل الحوار والتنمية للمناقشة والحوار حول موضوع : ( احتضان التنوع وتعزيز الحوار الثقافي في العراق ).
شكرا لكل الذين ساهموا في الاعداد لهذه الاحتفالية التي تؤكد احد اوجه نشاطات الامم المتحدة في العراق ، كما ان مثل هذا اللقاء للمناقشة والحوار المتمدن يؤكد حاجة الانسانية للسلام والتطور والتنمية .
سادتي الافاضل :
أسمحوا لي ان اساهم في هذا اللقاء بارسال رأي او مقترح قد اراه متناسقا مع اسس واهداف هذه المناسبة الانسانية ، حيث اني ادرك بان اللغة هي احد الوسائل المهمة جدا في حياة الانسان من اجل تواصله مع بقية اخوته من البشر .
لقد اشرتم سيادتكم في تفاصيل الدعوة الموجهة لنا لحضور هذه الاحتفالية الى ان اللغة هي احد اهم وسائل تواصل ثقافات مجتمعات العالم في طريق الحاجة الماسة للتنوع وتعزيز حوار الثقافات من اجل التنمية والسلام وحياة افضل واسعد لكل انسان على وجه الارض ، وذلك صحيح جدا فاللغة هي وسيلة حية لتبادل الحب والسلام والعلوم وشتى انواع التواصل بين عقول ومشاعر كل البشر.
انا متأكد بان الكثير من المختصين والمشاركين سيغنون احتفالكم هذا بالعديد من الافكار والدراسات التي تخدم حاجة المجتمعات البشرية لاحتضان التنوع وتعزيز الحوار وتبادل الثقافات المتنوعة بشتى الوسائل الكثيرة المذكورة في رسالة دعوتكم الكريمة .
انني انتهز فرصة انعقاد احتفالكم الاممي هذا في بلدي العراق ولاتطرق باختصار شديد جدا الى مقترحي هذا ، والذي اراه يخص ( البنى التحتية) لاحدى اهم وسائل احتضان التنوع وتعزيز الحوار وتبادل الثقافات سواءا في العراق او بين مجتمعات العالم.
قد يكون مقترحي هذا ، تم الحديث عنه هنا او هناك بين مثقفي بعض المجتمعات ، لكني حقيقة لست على اطلاع باي مقترح مماثل قدم رسميا الى الامم المتحدة ، لكني هنا اود طرح مقترحي هذا امام حضراتكم بصورة رسمية ، املا اهتمامكم بدراسته ومناقشته من اجل مستقبل افضل للانسانية جمعاء ، راجيا من الجهات المنظمة لهذه الاحتفالية ايصال نص رسالتي هذه الى جميع المشاركين في هذه الاحتفالية مع وافر شكري واحترامي ، علما اني ساقوم بنشر نص الرسالة في الصحافة وفي العديد من المواقع الالكترونية المعروفة لدى الاوساط الاجتماعية المثقفة.
سادتي :
مقترحي يستند الى اساس علمي ومنطقي اعتقده قويا وواضحا الا هو ان اي لغة في العالم هي ( وسيلة ) يستخدمها الانسان للتعبير بها لغرض ايصال ما يجول بعقله الى غيره من البشر ، وعليه ومع تطور الانسان في مجال العلوم والتكنولوجيا بالشكل الذي ادى ويؤدي الى اختراع او تطوير جميع ( الوسائل ) التي يحتاجها البشر في الحياة اليومية ، فان الوقت حال ايضا لتطوير ( وسيلة ) اللغة او وضع او اختراع لغه جديدة للانسان على وجه الارض .
نعم ، ارى انه حان الوقت لاعداد خطة طويلة الامد ( قد تمتد لقرن من السنوات او اكثر ) من اجل العمل لتصميم وتنفيذ وتسويق ( لغة ) جديدة مستحدثة لتكون مستقبلا هي ( لغة) التحدث والمراسلة بين كل شعوب الارض دون استثناء.
ان اللغة الواحدة تعني فتحا مثاليا لا متناهيا لاحتضان التنوع وتعزيز الحوار لتفاعل الثقافات والحضارات والعقول البشرية . هذه اللغة الواحدة ستكون في خدمة تقارب وتوحد جهود الانسان من اجل التنمية ومن اجل واقع ومستقبل افضل لبني البشر .
الامر لا يبدو سهلا في البداية ، لكني اراه ضروريا طالما ان اللغة هي ( أداة ) او ( وسيلة ) ، فكما ان السيارة او الطائرة مثلا هي وسيلة لنقل ما يحتاج الانسان لنقله ، ف ( اللغة ) عبارة عن ( وسيلة ) مكونة من مجموعة حروف او اصوات لنقل ما يحتاج الانسان لنقله من عقله الى بقية عقول بقية البشر ، لذا فان تطوير هذه ( الاداة او الوسيلة ) او اختراع جديد لابجدياتها واصولها وقواعدها هو ضرورة يوجبها التطور البشري ، آخذين بنظر الاعتبار ضرورة الادامة المستمرة لكل لغة ، حالها في ذلك كحال اي اداة او وسيلة يستخدمها الانسان .
ان عدم وجود لغة واحدة يحسن استخدامها جميع سكان الارض يدل على كوننا نعيش الان مرحلة متخلفة في احد الجوانب الاجتماعية المهمة والضرورية لتواصل وتفاعل الثقافات البشرية المتعددة بشكل افضل وادق .
ان استمرار وجود اكثر من لغة في العراق وكذا وجود عشرات او اكثر من اللغات الحالية المختلفة لشعوب الارض يضيق الطريق امام حرية الحوار وتعزيز تبادل الثقافات بما تمثله هذه اللغات بقواعدها واصولها المعقدة على مستخدميها اولا وعلى متعلميها من الاجانب ايضا ، اضافة الى ان الترجمة وبغض النظر عما تتطلبه من كلفة ووقت وجهد نوعي فانها ليست في كثير من الاحيان قادرة الى الوصول الكامل او الدقيق لكل ما يريد العقل البشري ايصاله الى بقية العقول البشرية. لقد وصل التعقيد في صناعة (وسيلة او اداة اللغة ) في العراق وكذا معظم لغا ت العالم الى درجة ان لغويي نفس اللغة احدهم يخطأ الاخر ، فهنالك مثلا تعقيدات في اصول وقواعد المؤنث والمذكر والمفرد والمثنى والجمع والضمائر واسماء الاشارة الخاصة بها وبمواقعها الاعرابية ، اضافة الى تعقيدات ازمنة الافعال ناهيك عن وجود احرف صامتة واصوات لمجموعة احرف وتعقيدات في ادوات التعريف في لغات اخرى، كما تجد ان الكلمة الواحدة لها عدة معاني هذا اضافة الى تعقيدات كثيرة اخرى في جميع لغات مجتمعات العالم حاليا .
ان الكثير من لغويي العالم يجدون في تعقيد لغتهم مجالا للتفاخر بها ( تحت عناوين مختلفة ) بينما ان الحقيقة تكمن في رغبتهم في البقاء في عمل يختصون به ليجعلهم الوحيدين القادرين على حل تللك التعقيات ، وقد يتذرع بعض اللغويين بدواعي الاعتزاز بلغة وثقافة مجتمعهم وقد يظنون ان لغتهم هي الافضل بين لغات العالم من ناحية تلبية حاجة الفرد في مجتمعهم ، في حين ان اعتزازهم بمجتمعهم يفرض عليهم تطوير وسيلة اللغة لذلك المجتمع لئلا تكون قواعد اللغة واصولها عبئا على افراد نفس المجتمع ناهيك عن الاعباء الثقيلة التي ستشكلها تلك اللغة على متعلميها من الاجانب.
نعتقد ان بدء العمل باتجاه اختراع او وضع لغة جديدة موحدة لكل بشر الارض يحتاج اولا وكخطوة اولية الى قيام لغويي كل مجتمع معين بتطوير لغتهم في نواحي القواعد واسس وتفاصيل الابجدية والقراءة والكتابة وغير ذلك مما يخص اللغة وبالشكل الذي يجعل تلك اللغة سهلة التعلم والاستخدام والنطق من قبل افراد ذلك المجتمع وكذا من قبل الاجانب الذين يرغوبون تعلمها ، ولتحقيق هذا فان الحاجة تتطلب ضرورة قيام تفاعل وحوار جدي بين لغويي كل مجتمعات العالم من اجل ان يستفاد كل منهم من الايجابيات والتسهيلات الموجودة في قواعد واصول لغات الآخرين.
إنتا حينما نطالب بذلك فلاننا ندرك ان لا لغة في العالم الا وفيها تعقيدات بالامكان الاستغناء عنها تسهيلا لمتعلميها من قبل افراد نفس المجتمع الذي يتحدث بتلك اللغة اضافة للاجانب الذين يرغبون بتعلم تلك اللغة .
من حق كل مجتمع ان يعتز بلغته ، وسوف يزداد اعتزاز ذلك المجتمع بلغته لو قام لغوييه بتطوير تلك اللغة لتصبح سهلة التعلم وبنفس الوقت دقيقة وفعالة بقدرتها في اداء مهمتها في ايصال ما في اعماق الانسان الى اخيه الانسان الاخر ، وهنا يبرز دور قدرة وذكاء علماء اللغة في تطوير سلعتهم التي يحتاجها كل فرد من افراد مجتمعهم يوميا ، بل ربما يحتاجها الكثيرون من افراد المجتمعات الاخرى في العالم ممن يتحدثون بلغات اخرى .
ان احدى قمم الكمال في لغة الانسان هي في صناعتها من قبل الانسان نفسه لتكون في وضع يسهل قيادتها من قبل جميع البشر ، حيث يتمكن كل فرد في أي مجتمع تعلم استخدامها بسهولة لايصال ما في دماغه الى ادمغة بقية اخوته البشر ،وساعتها ستتذكر كل المجتمعات بعض تراثها القديم المتمثل باللغات الصعبة والمعقدة العديدة المستخدمة حاليا ، كما ستتذكر هذه المجتمعات البشرية الجهود والاموال والوقت التي كانت تصرفها الانسانية في تعلم اللغات الاخرى اضافة الى جهود واموال الترجمة ناهيك عن مدى الدقة او الصحة في تلك الترجمة.
نعم ستتذكر الاجيال القادمة ذلك ، كما نحن نتذكر الان مثلا : كيف كان افراد مجتمعاتنا والمجتمعات الاخرى يتبادلون التجارة بنقل البضائع على أظهر الحيوانات من دولة الى اخرى ، او كيف كانت السفن البحرية قديما تقودها رياح الاجواء بينما تمكن الفكر البشري من اختراع المحركات التي تقود السفن بالسرعة والكفاءة والقدرة المطلوبة لنقل ما تحتاجه البشرية بحرا ، وكذا تطور الانسان في وسائل النقل البري بل وابتكر العقل البشري وسيلة النقل الجوي وهو يعمل حاليا لابتكار وسائل اخرى للنقل وربما عن طريق الذرة .
ما اقترحه الان هو قيام لجنة من العلماء المتمكنين بامور اللغات في العالم بوضع جدول زمني طويل المدى ابتداءا بتطوير لغات العالم الحالية ومرورا باختراع لغة جديدة ذات احرف جديدة تدرس جنبا الى جنب اللغة الام في كل مجتمع ، وصولا الى مرحلة بعيدة المدى يختار الانسان فيها التحدث بلغة واحدة سهلة اينما كان على الكرة الارضية .
لغة العالم الجديدة والتي يقوم المختصيين اللغويين من كل ارجاء العالم باختراعها ستكون :
سهلة التعلم من قبل الجميع لانها ستجمع او ستستفاد من كل الاسس والجوانب السهلة لجميع اللغات الموجودة في العالم حاليا مضافا اليها اختراعات جديدة ، وربما ستكون كل جملة في اللغة الجديدة مفهومة تماما بمجرد ترجمة كل كلمة في الجملة على حدة دون وجود اي عراقيل او اشكالات، وربما سيفاجأنا علماء اللغة بتصاميم مخترعة لهذه الأداة او الوسيلة التي تسمى ( اللغة ) تماما كما فاجأنا المهندسون باختراع وسائل النقل الجوي !
الامم المتحدة ومنظماتها المختصة قد تكون الاكثر حظا في قدرتها لاطلاق العنان لعملية بناء تحتاني قوية من اجل المساهمة الفاعلة والجدية في احتضان التنوع وتعزيز حوار الثقافات من اجل التنمية سواءا في العراق او في كل مجتمعات العالم.
شكرا لكم .