23 ديسمبر، 2024 7:32 ص

نص الخطاب المُلغى لرئيس وزراء العراق

نص الخطاب المُلغى لرئيس وزراء العراق

سَرْبَت بعض وسائل التواصل الاجتماعي لمجموعة واسعة من المثقفين العراقيين ما سُمّي بفحوى الخطاب الذي أعَدّه رئيس الوزراء العراقي لغرض القائه خلال اجهزة الاعلام الرسمية العراقية في مساء اليوم الثالث لانطلاق الانتفاضة الشعبية العراقية السلمية الكبرى والمصادف 3 اكتوبر عام 2019 ، تلك الانتفاضة التظاهرية الشبابية السلمية العفوية والاوسع والاكثر تَمَيّزا وشمولية على مدى تاريخ العراق الحديث والتي أدت وبسلاح الاسلاميين الى سقوط العشرات من الضحايا والآلاف من الجرجى من ابناء الشعب العراقي المُطالبين بأسقاط النظام السياسي الاسلامي وأنهاء فترة ستة عشر عاما متواصلة من حكم الاسلاميين العراقيين الذين تسلموا السلطة لغرض خَدْع العراقيين وسرقة جميع اموال وثروات العراق أبتداءا منذ يوم اسقاط الدكتاتور صدام حسين عام 2003 على يد القوات الامريكية ولغاية يومنا هذا .
ومعروف محليا وعالميا ان الاسلاميين العراقيين قاموا حال سقوط الدكتاتور صدام حسين بأرهاب الغالبية العظمى من العراقيين بسبل شتى في مقدمتها سبل الكَذب والمراوغة من أجل سرقة كل ثروات العراق تحت الغطاء الديني والطائفي مما ادى الى هجرة اكثر من سبعة ملايين عراقي لبلدهم او مناطق سكناهم ، اضافة الى سبل اهانة العراقيين ومصادرة كل حقوقهم الانسانية مع شل كامل حياة العمل والخدمات في العراق ، حيث حرمان العراقيين من كامل حقوق السكن والصحة والتعليم والأمن والخدمات الاساسية وكذا حرمان العراقيين من حرية الرأى والمعتقد وبشكل وحجم لا يُضاهى عدا ما قام به الغزو البدوي الاسلامي للعراق قبل ما يقارب من الف واربعمائة وخمسون عاما حيث تم حينها وَأدْ حضارة وشعب كامل ، شعب متنوع المعتقدات بنى واحدة من افضل واقدم حضارات العالم المتمثلة بحضارة وادي الرافدين وكامل بلاد الشام ..

مُسربي فحْوى نَصْ الخطاب المُلغى لرئيس وزراء العراق أدّعوا بأن اجراءات تسجيل هذا الخطاب بالصوت والصورة كانت مُكتملة منذ الساعة التاسعة والنصف مساء يوم الخميس 3 اكتوبر وكان من المُفترض ان يبث التلفزيون العراقي هذا الخطاب في الساعة العاشرة من مساء نفس اليوم عملا بما تم الاعلان عنه مسبقا ، الا أن أحد مُستشاري السيد عادل عبد المهدي من المُقربين له نصحه في الدقائق الأخيرة من موعد بث الخطاب بأستبدال الخطاب بنَص روتيني آخر لا يحْمل اي جديد سوى وعود عامة لا تُعالِج أيا من مشاكل وازمات العراقيين، وبالفعل وافق رئيس الوزراء على قيامه بالايعاز لالغاء بث الخطاب الاول وقام بتسجيل الخطاب الثاني المُعدّ من قبل مستشاره المُقرب الأمر الذي أدى الى تأخير بث الخطاب المرتقب لرئيس الوزراء الى الساعة الثانية من بعد منتصف نفس الليلة ، وبالفعل تم بث الخطاب الأخير والذي أثار المزيد من السخط على الاسلاميين المتسلطين على روؤس العراقيين الثائرين على الحكم والتسلط الاسلامي في معظم محافظات وسط وجنوب العراق .

الناشطون العراقيون من مُسرّبي فحوى الخطاب الاول لرئيس وزراء العراق أدّعوا بأنه تم استبدال هذا الخطاب بآخر روتيني غير مسوؤل يحمل الكثير من الادعاءات والوعود الغامضة والكاذبة لغرض الضحك على ذقون العراقيين ودماءهم وثرواتهم وحريتاهم وحقوقهم كبشر .

ومعروف ان العراقيين عموما يعانون بعد سقوط الدكتاتور صدام عام 2003 من تواصل وتفاقم انعدام تام لظروف العيش الانسانية بشكل لا يتلائم نهائيا مع كون العراق ضمن أغنى دول العالم بأمكانياته الطبيعية العديدة وفي مقدمتها موارده النفطية ، حيث انعدام تام لموؤسسات دولة حديثة وانعدام واسع للسَكَن ولقمة العيش اليومية وانعدام واسع للبناء والعمل ومتطلبات التعليم والصحة والخدمة والامان مضافا اليها انعدام شامل للصناعة والزراعة ، مع فقدان واضح للعدل ، مع انعدام شبه كامل لموؤسسات دولة حديثة بعد ان تم استبعاد كل العقول الاختصاصية والمهنية وليحل محلهم الاسلاميون سواءا من لابِسي العمائم الدينية سنية ام شعية او من الاسلاميين الحاملين للسلاح لقتل كل من يزاحِمهم او يخالفهم الرأي .

ننشر ادناه بعض أهم محتويات ومضامين الخطاب المُلغى ، حَسْب ما تم تداوله بين ناشطي وسائل التواصل الاجتماعي ، مُنوّهين الى عدم معرفتنا او مسوؤليتنا عن مدى صحة ما تم تناقله بين الناشطين بصدد فحوى الخطاب المُلغى :

اوضح رئيس الوزراء العراقي (عادل عبد المهدي ) في بداية خطابه المُلغى ان التظاهر السلمي هو حق من حقوق كل عراقي ، وانه يُقَدّر ويشعر بمدى ما يعانيه العراقيون بسبب ما توارثوه من ظروف صعبة في كل المجالات ، لكنه اعرب عن أسفه لقيام الاعلاميين الغربيين بنقل اخبار كاذبة وصور وافلام قديمة أو مُفبركة ادّعوا فيها وقوع الآف القتلى والجرحى بين المتظاهرين السلميين بسبب تصدي سلاح الميليشيات الاسلامية الحامية للسلطة الحكومية .

رئيس الوزراء العراقي أعرب عن اسفه لقيام بعض القنوات الفضائية والاعلاميين العراقيين وبعد مرور ساعات بتقليد الاعلاميين الغربيين ، مُشيدا بالقناة الرسمية الاسلامية الحكومية التي لم تنقل اي حدثٍ يدل على وجود اعمال عنف او شغب ، حيث ان هذه القناة العراقية الاسلامية الرسمية الصادقة اوضحت بعدم (وجود ) ما يمكن اطلاق وصف ( التظاهرات ) عليه ، بل ان خلاصة وحقيقة الموضوع هو وجود مُشاجرات بين شباب مراهقين امتدت لتشمل عدة مدن عراقية ، تلك المشاجرات التي ابتدأت صباح يوم الاول من شهر اكتوبر عندما رَفَع احد الشباب السُنّة من ذوي ( الاكشاك ) عَلَما دينيا مكتوب عليه كلمة ( عُمَر ) مقابل عَلَم كان رَفَعه أحد زملائه من الشباب من ذوي الاكشاك المجاورة وفيه كلمة ( حُسين ) ، وهنا ابتدأت المشكلة بتضارب الشابين فيما بينهما ولتمتد احداث هذا الشجار الى جميع الشباب في سوق مدينة النجف ، ومنها الى العاصمة وكل مدن وسط وجنوب العراق ، مُوقِعة خسائر من قتلى وجرحى بين الشباب رغم محاولات القوى الحكومية فك الاشتباكات بين هؤلاء الشباب الغير منضبطين .

رئيس الوزراء دَعا في خطابه المُلغى الى الغاء الانترنيت في العراق نظرا لكَون الانترنيت هو المُسبب الرئيسي لانتقال الشجار الدموي بين الشباب السُنة والشباب الشيعة الى معظم مدن وسط وجنوب العراق ، كما دعا رئيس الوزراء العراقي الى ايقاف كل قنوات البث الاجنبي والعراقي والابقاء على بث القناة الرسمية الاسلامية الرسمية العراقية وقنوات بث القرآن الكريم .

رئيس الوزراء أوضح بأن الاسلام يؤيد العِلم والحداثة ، وعليه فأن الدولة الاسلامية في العراق يجب ان لا تُبْقي خدمات الانترنيت في العراق ولكن فقط في المجال الذي يَخدم الحصول على النصوص القرآنية وتفسيراتها ، وكذا ترتيل الآيات القرآنية وافلام الجهاد والغزوات الاسلامية ، وكذا النقل المباشر لأحداث الحج في بيت الله الحرام ، وكذا مراسيم الزيارات الدينية في كربلاء والنجف والكاظمية وسامراء ، وكذا مراسيم كل مواكب العزاء في شهر محرم.

المسوؤل الاسلامي العراقي تعَهّد ايضا بأنه سيَحل كل مشاكل العراق وسيقضي قضاءا تاما على البطالة في العراق بالقرارات الفورية التالية :

اغلاق كل المدارس والمعاهد والجامعات في العراق اعتبارا من مطلع عام 2020 والابقاء فقط على المدارس والمعاهد والجامعات التي تُدَرّس القراءة والكتابة والقرآن واصول الدين سواءا الشيعية منها والسُنّية ، نظرا لان القرآن وغيرها من كتب السيرة النبوية او كتب الأئمّة والفقهاء الشيعة تحوي بمجملها كل ما نحتاجه في حياتنا .

أما فيما يخص التعامل مع خريجي السنوات السابقة ولاسيما ذوي الشهادات الجامعية العليا فقد اوضح رئيس الوزراء العراقي أمره بتعيينهم جميعا وفورا بصفة ( لطّامين ) أو ( خَدَم ) في المواكب الدينية التي تنطلق حزنا على الحُسين على مدار السنة في المدن ذات الاغلبية الشيعية ، وبصفة عاملين في مهمات تسهيل ( العُمرة ) و ( الحج ) في المدن ذات الاغلبية السنية .

رئيس الوزراء دعى ملايين العراقيين الى ممارسة دورهم الجهادي بمحاربة الكفار اوالمشركين في العالم وذلك بمغادرة وهجرة العراق فورا والانتقال الى بلدان اولئك الكفرة والمشركين في وكر دارهم قائلا :

( الاسلام رسالة الله الى العالم من أجل انقاذ اولئك الكفرة والمشركين من نار جهنم ) .

مضيفا قول ما نصه :

( الجهاد ضد الكفار والمشركين أمر الاهي ، مفروض في كل زمان ومكان ، على كل المسلمين وفي مقدمتهم العراقيون ) .

رئيس الوزراء العراقي دعا الملايين من العراقيين الذين عليهم مغادرة العراق الى ترك كل اموالهم لدى الدولة العراقية الاسلامية التي ستتكفل بها لبناء المزيد من الابنية والجوامع والحسينيات والمراقد الدينية ، زُهدا بالدنيا ومحبة لله والرسول واهل البيت والصحابة الابرار واعلاءا للدين والحق .

رئيس وزراء العراق طمّأن ملايين العراقيين ممن يَتَحتَم عليهم هجرة ومغادرة العراق فورا بأنه سيأمر الشركات الاجنبية الكافرة بمهمات استكشاف واستخراج وتصنيع وتسويق النفط وبعدها ستقوم النخبة القليلة المؤمنة الباقية في العراق من ذوي العمائم الدينية بصرف الموارد المالية القادمة على متطلبات توسيع الجوامع والحسينيات والمنشأت الدينية وبناء المزيد منها ، متعهدا بزيادة مواكب اللَطُم ومواكب ضرب الرأس بالسيوف وجعلها تعمل على مدار العام ، كما تعهد بتطوير جميع مراكز العلاج بالطب الديني وفي مقدمتها بول البعير .

رئيس الوزراء العراقي انهى خطابه المُلغى بدعوة العراقيين وجميع مسوؤلي دولته الاسلامية لتنفيذ اوامره ابتدأ من يوم الرابع من اكتوبر عام 2019 واصفا اياها بانها الطريق الوحيد ليأخذ العراق والعراقيون دورهم الصحيح في هذه الحياة الدنيا وكذا في الآخرة التي ستكون مليئة بالنساء والغلمان والبيوت الفخمة ذات المؤكولات والفواكه المتنوعة والماء الصالح للشرب والخمور التي لا تُصدع الروؤس بعد شربها ، كما ان تلك البيوت الفخمة ستكون مليئة بالدولارات والذهب والفضة وسوف لن يحتاج المؤمن لسرقة اي بنك للحصول عليها !!

عادل عبد المهدي انهى خطابه المُلغى قائلا :

صَدّقوني سوف لن يعيش العراقيون حياتهم الكريمة الا حين الرجوع الى أسس ديننا الحنيف ، وها قد منحكم الله فرصة قيامنا كأسلاميين بنصحكم وهدّيكم .

أشكروا الله .. والله سَيَزيدكُم .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بعض ناشطي وسائل التواصل الاجتماعي من المُثقفين العراقيين أسْتَبْعدوا نهائيا صحة ما تم تَسريبه من مضامين هذا الخطاب المُلغى لرئيس الوزراء العراقي يوم 3 اكتوبر 2019 جملة وتفصيلا ، مُعللين ذلك بالقول :

لا يوجد قائد اسلامي يتجرأ الحديث بهذه الصراحة مع العراقيين !!