23 ديسمبر، 2024 11:02 ص

يدور احياناً ، نقد غير موضوعي ، لرجال قال فيهم خالقهم ( انما يخشى الله من عباده العلماء ) ودوافع مايحصل نراهُ ، اما الجهل والمصالح الذاتية الضيقة ، التي ارتقت فوق القيم الخيرة والاخلاقيات والمصالح الوطنية العليا ، واما متجاهل (( لأمرٍ في نفس يعقوب )) فأرئ من المناسب ان اوضح والقى الحجة ، على من ظل سبيله …
فلو نبحث عن معنى المرجع اللغوي ، نراه يعني المكان او محل الرجوع اليه .. والمرجعية اصطلاح متعارف عليه في الاوساط العلمية والدينية في بلدان العالم … والمَرجع الديني : عالم دين ، الذي وصل الى مرتبة علمية مجازة من قبل العلماء الاعلم ، وبمعنى اقرب ، ممكن القول : انها اشبه بنيل شهادة الدكتوراة الاختصاص ، ولكن شتانً ما بين الاثنين ولايصل رجل الدين الى هذه الدرجة،  الا اذا توفرت فيه الشروط الاتية والمستلزمات منها :ـ
1ـ القدرة الفائقة والملكة النفسية القادرة على الاستنباط لتحصيل الدليل على الحكم الشرعي ، وهذة القدرة يطلق عليها ( الاجتهاد) .
2ـ الاعلمية : ان تكون مواهبة العلمية وقدراته الاستنباطية وملكاته الاخرى اقوى من غيره .
3ـ العداله : ان يكون معروفاً باستقامته وعدالته ، على ما شرع الله بكتابة الكريم وما ورد بصحيح سنة رسوله الامين ( ص ) فاذا توفرت هذة الشروط ونحوها برجل الدين ثبتت مرجعيتة ووجبت على الناس طاعته ـ من غير المجتهدين ـ الرجوع اليه في التقليد ، والمسلم له الحرية ، في اختياره للمرجع الذي يقلده في اصول دينه ـ مع احترامه لبقية المراجع واتباع الفتاوى والاحكام الشرعية … والمرجع لا ترشحه سلطه سياسية او تختاره ولا يشترط فيه ان يكون من جنسية معينة فالاسلام دين اممي لم يميز بين معتنيقيه لا من حيث الجنسية ولا القومية ولا اللون ، فقد يكون عربياً ام فارسياً ام روسياً ام حبشياً … ام … بل يعتمد على علمه وتقواه وحسن قدرته وتدبيره ، في الوصول الى مركز المرجعية ، لذا تراهُ متحرراُ تحرراً كاملا من ان يكون تابع لسلطة سياسية ، او مدانا لجماعة ام فئة من الناس انتخبته وصولا الى موقع المرجعية ، فهذا التحرر ، يجعله غير تابع للاهواء والمزاجيات ، وليس هناك من يتحكم في ميسرة عمله ، غير الله … .. وللمرجعية تاريخ طويل ممتد عبر اكثر من الف سنة حافل بالعطاء ، عبر مواقعها القيادية للامة وتوجييها عن طريق الفتاوى ، على سبيل المثال اصدرت فتوى جهادية ضد القوات الانجليزية الغازية للعراق عام 1941 واصدار فتاوي تدعم القضية الفلسطينية وبقية القضايا الاسلامية ـ الاخرى … والمرجع الاعلى المنتخب من قبل بقية المراجع عادة مقره مدينة النجف الاشرف عاصمة التشيع في العالم … ومراجعنا العظام طالما وقفوا بوجه الحاكمين الظالمين للشعب وعلى سبيل المثال طلب النظام السابق من مراجعنا العظام اصدار فتاوى لمقاتلة اكراد الشمال والنظام الاسلامي في ايران وحينما رفضت هذا الظلم كان نصيبها القتل والسجون والتشريد وبعد سقوط النظام اصدرت فتاوى ضد اراقة دماء ازلام النظام وجعل القانون ياخذ مجراه في المجرم والبرئ وهي صمام امان للعراقيين وغيرهم دون تميز والمرجعية ترى الطائفية السنية انفسنا واشقاءنا وبقية مكونات الشعب اخواننا لهم ما للاخرين وعليهم ما على الاخرين في المواطنة والعيش والمصير المشترك دون تميز والافضلية للعاملين المخلصين والكفوئين النزيهين فرؤيتها وبصيرتها الثاقبة لمجريات الامور وما يحيط من مخاطر واحداث تجعلها تصمت في مسأله او تنطق في اخرى فصمتها ونطقها يتعلق بخدمة الصالح العام ( ومن اظلم ممن ذكر بأيات ربه ثم اعرض عنها انا من المجرمين منتقمون ) .