17 نوفمبر، 2024 9:46 م
Search
Close this search box.

نصيحة لاتستحق إلا الاحتقار

نصيحة لاتستحق إلا الاحتقار

بإمکان أي سياسي بارز فيما لو أخطأ دون قصد او تربص و نية سابقة، أن يقدم إعتذاره للشعب و يعلن إستعداده لتلقي جزاءه على خطأه بعد أن يکون قد أعرب عن إستعداده لتقديم الاستقالة من منصبه، وهکذا سياسي، لايمنح لنفسه الحق بتقديم النصيحة بل ان النصيحة هي دائما من حق اولئك الساسة الذين قدموا خدمات جليلة لشعبهم وکان سجلهم ناصعا من الاخطاء الفادحة، لکن أن ينبري سياسي متورط من قمة رأسه حتى أخمص قدميه بالتورط بکل المصائب و الکوارث المتباينة التي حلت ببلاده، لتقديم النصيحة فإن تلك ليست فضيحة بل کارثة سياسية تثبت بجلاء وخامة الاوضاع التي يعاني منها ذلك البلد.

نحتاج الى عملية وقفة و مراجعة لنقول ماذا جنينا من هذا الفکر المتطرف؟ ماذا جنينا من هذه الفرقة بين سنة و شيعة؟ هذا التساؤل الوجيه مشروع جدا لکن عندما نعلم أن نوري المالکي، رئيس الوزراء السابق و نائب رئيس الجمهورية الحالي، هو من طرحه، فإننا نشعر بالقرف و الاشمئزاز منه، لأن کل کلمة منه تلعنه ألف مرة والانکى من ذلك أن المالکي وعلى طريقة و اسلوب المخادعين المرائين الذين يتسربلون برداء الدين لتبرير طروحاتهم المشبوهة جملة و تفصيلا يستطرد ليقول وهو يضع الجميع في سلة أخطائه الفادحة الشنيعة:”أقول لکم بصراحة مؤلمة، لقد أسأنا للاسلام کثيرا، وأسأنا لرسالة محمد کثيرا، وأسأنا للقرآن کثيرا”، لکن الاهم من کل هذا انه يتظاهر بتقديم النصيحة لنفسه و للجميع وکأنه لم يرتکب شيئا وان ماحدث کان أمرا عاما و ليست حالة خطأ کان هو على رأس قافلتها عندما يقول ناصحا:”نحتاج الى مراجعة عملية على اساس ماحل بنا، وعلى اساس مالو استمرت هذه الحالة، الى أين سنصل؟”.

المالکي الذي قاد العراق خلال 8 أعوام عجاف من ولايتين فاشلتين محملتين بالمصائب و الکوارث و المآسي، الى منعطفات بالغة الخطورة بحيث اوصلت البلاد على حافة الهاوية، ولاسيما عندما ألقى بنفسه في أحضان نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و سلمها أمره و أمر البلاد و صار مجرد موظف في ديوان ولاية الفقيه بمنصب رئيس وزراء العراق فيما کان الحاکم الفعلي للعراق او لنقل”المندوب السامي الايراني”، هو الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس.

الميليشيات الشيعية التي تشکلت على مرئى و مسمع و علم و تنسيق و تعاون منه، وعلميات نشر الافکار الطائفية و زرع الاحقاد و الضغائن المذهبية بأبشع صورها الى جانب حملات الابادة الطائفية و عمليات التغيير الديموغرافي، کلها کانت بعلم کامل منه وليس هذا فقط وانما هو المسؤول المباشر و الرئيسي عنها بحکم منصبه و الصلاحيات المخولة له الى جانب علاقاته”الارتمائية” المثيرة

للإشمئزاز مع طهران و التي کلفت العراق و شعبه الکثير الکثير، وبعد کل الذي جرى و يجري، فإنه من المقرف بأن يطل على العراق کناصح و منتقد لما لذلك، لأنه بالاساس لم يعد بوسعه أن يقول شيئا عن الذي يجب أن نعمله للعراق وانما عليه أن يعترف بأخطائه و يقدم يديه کي تکبلا بالاصفاد على مافعله بالبلاد و جناه بحق الشعب العراقي.

مع تأسيس الميليشيات الشيعية و فسح المجال لها کي تعمل يمنة و يسرة کما يشاء المندوب السامي سليماني، ومع شن الحرب على اهل الانبار و بدأ تصفية اهل السنة تحت غطاء الحرب على الارهاب، ومع توريط العراق في سلسلة أمور و قضايا لاناقة له فيها ولاجمل من قبيل التورط في الوحل السوري و کذلك جعل العراق منفذا لإفشال العقوبات الدولية المفروضة على إيران و کذلك معبرا و جسرا لعبور”المخططات”لدول مجاورة، وبعد أن سمح بشن 9 هجمات على المعارضين الايرانيين المقيمين في العراق و قتل منهم أکثر من 120 فردا، بعد کل هذا لاندري بأي وجه يقدم هذا الرجل النصيحة و المشورة؟ انها نصيحة لاتستحق إلا الاحتقار التام!

*[email protected]

أحدث المقالات