23 ديسمبر، 2024 2:47 ص

نصيحة بسيطة من عربي بسيط

نصيحة بسيطة من عربي بسيط

أصبح ليس من العجب عندما نرى التأريخ يُعيد نفسه بثياباً ووجوه جديدة ، ولكن العجب في الموضوع أننا نراى أعادة لتفاصيل نفس اللعبة السياسية ومؤمراتها، في الوقت الذي يجرنا الى استفساراً بسيطاً هل أخذنا منها الُدروسَ والَعبر؟ ونحن إذ نتكلم هنا فأننا نغض النظر عن التطور التأريخي والتكنولوجي وأن العالم أنقسم الى أول وثاني وثالث ، فاللعبة السياسية الدولية هي نفسها سواءاً أرتدت ثياباً عربية أم غربية ، ونجد أن من يقف ورائها لا يهتم بالقيم والمبادئ الأخلاقية التي تتعلق بحقوق الانسان بقدر تعلق الأمر بالمصالح ومدى نسبة تحققها . أن طبيعة اللعبة السياسية الدولية التي تبنتها الدول العظمى تجاه الشرق الأوسط بعد خضّم الأحداث العالمية على مدى عقود طويلة من الزمن أقتضت بتغيير خارطة الشرق الأوسط الحالي وأستبداله بخارطة شرق أوسط جديد وجعلتها قيد التنفيذ خصوصاً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بما يتناسب مع مصالحها الحيوية ورؤيتها وفق سلامة أمنها القومي ، وأتخذت لنفسها طرق وسياسات متعددة تحت مسميات وعناوين مختلفة نذكر منها مثلاً سياسة الفوضى الخلاّقة وسياسة أستخدام القوة العسكرية التدميرية وسياسة فرق تسد والقائمة تطول … ألخ ، مستندتاً على أهمية منطقة الشرق الأوسط  كأحدى أهم المحاور الرئيسية في رسم السياسات الخارجية لها بناءاً على أهميتها الإستراتيجية في بُنية النظام الدولي بفعل أحتوائها على ثلثي أحتياط النفط العالمي وثرواتها الطبيعة ‮.  بدأت اللعبة من وجهة نظري الشخصية عند دخول جيوش الغرب إلى العراق وفعلوا به ما فعلوا بأسم الحرية والديمقراطية  ثم أعقبها قيام الحرب على غزة ولبنان حتى وصل الأمر الى (( ثوراث الربيع العربي )) التي أتت بثمارها وحصدها بعض الرؤساء العرب تاركين ورائهم فوضى سياسية وأقتصادية وأجتماعية مع أسوء علاقة بين أنظمتها السياسية وشعوبها . وأعقبها الأزمة السورية التي أغرقت البلاد بدمائها ، ثم اتجهت بوصلة اتجاهات اللعبة السياسية الدولية نحو إفريقيا ونرى تحقق بعض أنجازاتها من خلال البدء بالسودان الذي تمزق وأصبح دولتين وأخيراً وليس آخراً ظهور عاملان مهمان ساهما بشكل جذري في تغيير كفة الميزان لصالحها وهما تنظيم داعش الإرهابي والميليشيات المدعومة ( الدوليين ) .ولو رجعنا قليلاً الى الماضي لوجدنا أن اللعبة السياسية الدولية دعمت صعود التيارات القومية في فترة الأربعينات والخمسينات والستينات وسيطرتها على سدة الحكم من خلال الإنقلابات والإنتفاضات بحجة الخلاص من الرجعية والتبعية للغرب ، ثم بدأت تلك التيارات بالإنتكاس وصولاً الى ساعة الصفر وهي أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م وما رافقها من تغيير أستراتيجي جذري بحجة مكافحة الإرهاب وذلك بصعود التيارات الأسلامية الى سدة الحكم بدعم ايضاً من اللعبة السياسية الدولية نفسها بحجة القضاء على الدكتاتوريات والرجعية والتبعية للغرب أيضاً ولكن هذه المرة فعلتها بطريقة ملفتة للنظر في تطبيقها لإستراتيجية التغيير الجذري بأعتمادها على سلاح الطائفية المقيتة وجعل الشعوب تأكل نفسها بنفسها من خلال إيقاظ الاحقاد الدفينة والكره وبثها بين نسيج المجتمعات المؤلفة من المذاهب الاسلإمية والغير أسلامية المختلفة خاصتاً في العراق واليمن وسوريا وليبيا ،   والتي ساعدتها على إيجاد حلول سريعة للمضي في مشروع تقسيم الشرق الأوسط وبالأخص وطننا العربي . وتقف اللعبة السياسية الدولية موقف المتفرج منتظرتاً صراخات الإستغاثة من تلك البلدان لكي تقوم بفرض إرادتها وشروطها كما تريد دون (( همسة أعتراض )) .  والسؤال الذي يطرح نفسه هل يُدرك السياسيون العرب جميعهم ما يجري خلف الكواليس من مخططات تُديرها تلك اللعبة ؟ وهل أدركوا أن اللعبة السياسية الدولية قد حطمت التحالفات العربية وجيوشها الأربعة ؟ وليعلم السياسيين العرب أنهم حين تهاونوا بقضية القدس قبل 60 عاما فأنهم ضيعوا تحالفاتهم وقوتهم وإذا أستمر الحال كما هو عليه فلا نستغرب دعوة السياسية الدولية لعقد قمة عربية قادمة في نيويورك وحين ذاك لا يجرؤ أي بلدٌ أو زعيمٌ عربيٌ بعدها أن يقول لا .