انصح كل مسؤول صالح في الدولة العراقية ان يعلق لوحة كبيرة في مكتبه كتب عليها الحكمة البالغة التي أجراها الله على لسان الشاعر الجاهلي زهير بن ابي سلمى والتي تقولومن يجعل المعروف في غير أهله***يكن حمده ذما عليه ويندمهذا اذا لم يسمع نصحيتي الاخرى بان يتوقف عن خدمة بلده ويعود الى بيته!!……
أقر واعترف ان الكثير من مسؤولي الدولة البالغ عدد موظفيها اكثر من ٤ ملايين موظف فاسدون. لا اعرف نسبة الفاسدين الى الصالحين لكني اعرف موقع العراق في قائمة منظمة الشفافية العالمية للدول الفاسدة. العراق هو ضمن الدول العشرة الأكثر فسادا. وما كان للعراق ان ينال هذه المنزلة الرفيعة لولا فساد موظفي الدولة العراقية مع حفظ الألقاب والدرجات الوظيفية. وعلى قدر اهل الدرجة تاتي المفاسدُ.لكن هذا الاعتراف الصحيح لا يلغي حقيقة ان بعض الموظفين والمسؤولين صالحون؛ بمعنى انهم مخلصون في عملهم صادقون في نوياهم يناضلون من اجل مصلحة بلدهم من خلال المؤسسات التي يعملون فيها، ويحرصون على المال العام كحرصهم على أموالهم الخاصة. لكن وبسبب الفساد الكبير في هذا البلد يحصل ان يحل مسؤول فاسد في محل مسؤول صالح.
ولكي يخفي المسؤول الجديد الفاسد فساده فانه يشرع بتخريب كل ما بناه المسؤول الصالح الذي سبقه، ويشكك بكل أعماله الصالحة، ولا يتورع عن كيل التهم الكيدية بحق هذا المسؤول إمعانا في تشويه سمعته وصورته واتخاذ ذلك غطاء لمفاسده التي من بينها اعادة موظفين فاشلين الى الخدمة ورفع عقوبات قانونية عن اخرين فاسدين وتعيين موظفين فضائيين من أصدقائه او مقربيه. وهكذا يضيع آبتر بين البتران!لذا انصح الصالحين من المسؤولين خاصة ان يتوقفوا عن العمل الصالح في هذا البلد ويتركوا وظائفهم اذا استطاعوا لان جهودهم سوف تضيع بعد حين وإنجازاتهم سوف تدمر مع سمعتهم بشكل يضعهم في دائرة اللا جدوى.مؤسف طبعا ان نعود اليوم للامتثال الى حكمة الشاعر الجاهلي:ومن يجعل المعروف في غير اهله يكن حمدُه ذما عليه ويندمِ !!