18 ديسمبر، 2024 9:48 م

شاءت الفرصة ألتقي بشخص, اجهل اسمه , يحمل إبتسامة رائعة, يبلغ من العمر (68) عام, كان يعمل مدرس, وحاليا محال على التقاعد, بطريق قطعته العجلة بما يقارب (15) دقيقة, وأثناء سير العجلة, أفتتح الحديث عندما استطمت بأحد المطبات, التي هي حفرة في الشارع العام, وكان السائق غير منتبه, حيث همس بقوله (أستر علينا سائقنا أنا خاطب وذاهب لأرى خطيبتي) .    زادني الفضول للحديث الشيق معه, كان يحمل محفظة بسيطة جدا, تحتوي على صور, شاهدت بعضا منها, كانت تحمل معنى كبير, وهي صورة لرئة إنسان يدخن, والثانية لغير المدخن, والفرق بينهما لا يطاق إطالة النظر إليه, ماذا يفعل دخان السكائر بأجسادنا؟ .
    سبب حمله لهذه الصور وبعض العبارات, يعمل حملة توعية وإرشاد للناس, تبناها تطوعا منذ ثلاثة سنوات, ولازال مستمر بها, يرشد الذين يلتقي بهم, أثناء رحلته في الطريق و السفر, مثلا من النجف إلى بغداد وبالعكس, يثبت لهم بالدليل القاطع, أن التدخين سبب رئيسي للأمراض, ويطالبهم بسرعة العزوف عنه, للحفاظ على صحتهم وسلامتهم .
    قال : خلال هذه المدة أثرت على عدد كبير من المدخنين, واستطاع عدد منهم الامتناع عنه, وأرى أن إستجابة المدخنين لحديثي, وتجاوبهم معي, يثبت نجاح هذه الحملة, لإنقاذهم من خطر دخان السكائر, التي تطور إنتاجها بإستعمال مواد مختلفة, ومن مناشئ شتى, التي تدخل فيها المركبات الكيميائية, أثناء زراعة النبات, أو في المصانع والمعامل التي تنتج السكائر .
    حافظ  على إستمرار الحديث بعد الإشارة لخطر دخان السكائر, وشعور بعض المدخنين بالخوف من المرض, أثناء مشاهدتهم الصور, وليعيد الإبتسامة التي تلاشت, سارع مبتسما وقال: أن الضحك يشفي عدد من الأمراض, وأثبتت التجارب التي أقامها العلماء على بعض المرضى ذلك, وإن الضحكة الواحدة تزيد العمر عشر دقائق, وبمعادلة بسيطة, نضرب عدد الضحكات في اليوم الواحد, بعشر دقائق زيادة, وبذلك  يستطيع الإنسان أن يحسب عدد الزيادة في عمره .
   هو متفائل يعتقد أن الزيادة التي تضاف إلى عمره هي 120 سنة زيادة, لذا قرر الخطوبة, وعمره 68 عام, ودليل لتمسك الإنسان وحبه للحياة .
    الجميع متمسك بالحياة, والكثير متفائل, ولربما يكرسها للتبليغ رسالة توعية وإرشاد, إنها ثقافة, والفرد عندما يغادر الوظيفة أو العمل, وكذلك المنصب, لا يغادر الثقافة والأخلاق, بل يستمر بحملها, فالمحاضرات الإنسانية التي تخدم الصالح العام المجانية, تسجل في ميزان الحسنات اليومية, ونعلم أن الكلمة الطيبة حسنة .
    حتم الباري على المتعلم أن يعلم, ولحاجة مجتمعنا اليوم للنصح والتوعية والإرشاد, وسط إطلاق العولمة الشيطانية الأمريكية الصهيونية, التي ترعاها معاقل الإرهاب والوهابية, أصبح واجب علينا تبني إرشاد المجتمع, والرفع من ثقافته, لمواجهة غزو العولمة الإلكترونية, والمقروءة والمسموعة, فليتبنى كل منا مشروع معين, أو فكرة أو حملة تعالج واقع معين, تقف حاجز صد, لتقي شر الأشرار .