22 ديسمبر، 2024 11:51 م

نصيب الفرد من الناتج المحلي الاجمالي لايعكس بالضرورة مستوى الرفاه في المجتمع

نصيب الفرد من الناتج المحلي الاجمالي لايعكس بالضرورة مستوى الرفاه في المجتمع

اعتادت الكثير من التقارير والدراسات على تناول مؤشر نصيب الفرد من الناتج المحلي الاجمالي gdp وتحركاته صعوداً ونزولاً ، كمؤشر على حركة مستوى الرفاه الفردي في المجتمع.
ذلك المؤشر الذي نحصل عليه من خلال قسمة الناتج الاجمالي على عدد السكان الاجمالي ، هو متوسط حسابي ممكن استخدامه لمتابعة حركة متغيرات الاقتصاد كنمو الناتج وعلاقته بنمو السكان ، لكنه لايعني ان ذلك المتوسط سوف يذهب الى جيب كل مواطن !!
لكي يتحقق ذلك، فأنه يقتضي مستوىً غير معقول من المساواة في التوزيع والذي سوف يفتقر تماماً الى العدالة بسبب اختلاف استحقاقات الافراد حسب امكانياتهم ومساهماتهم في توليد ذلك الناتج.
المساواة equality تختلف عن العدالة او الإنضاف equity ، بل انها قد تنطوي على عدم عدالة.
هذه الحقيقة وهذا الفهم تحدث عنه روبرت كينيدي شقيق الرئيس الامريكي السابق جون كينيدي في حملته الانتخابية كمرشح للرئاسة الامريكية في الستينيات.
وكرره في التسعينيات بيل غيتس عندما تحدث في منتدى دافوس الاقتصادي. كان غيتس يدعو الى النظر في مؤشرات تنموية اكثر قدرة على ان تعكس حالة الرفاه للحكم على مستوى التنمية في البلدان.
ومنهج التنمية البشرية المستدامة التفتَ الى هذا الاعتبار عندما اضاف ابعاداً أخرى يتم احتسابها للخروج بمؤشر مقبول للتنمية البشرية كالصحة والتعليم.
كما جرى تقليل اهمية نصيب الفرد من الناتج عند احتساب دليل التنمية البشرية من خلال تناول لوغاريتم الرقم وليس الرقم المطلق نفسه.
لذلك يجب عدم الاهتمام كثيراً بما يجري الاعلان عنه حول مستويات عالية لمتوسط نصيب الفرد من الناتج في بعض البلدان دون اهمالها تماماً.