12 أبريل، 2024 5:41 ص
Search
Close this search box.

نصف ثورة = مغص فكري ومجتمعي وأمني حاد !

Facebook
Twitter
LinkedIn

أجمل ماقيل في نصف ثورة ، او الثورة ناقصة الوعي ، مشوشة الافكار ، ضبابية الاهداف ،متقاطعة الشعارات ،  مشبوهة الغايات ، خارجية التوجهات والتوجيهات ، ماقاله  فون نجوين جياب ” الثورة التي لا يقودها الوعي تتحول إلى إرهاب , والثورة التي يغدق عليها المال تتحول إلى لصوص ومجرمين”، ليستكمل الدكتور  علي شريعتي رؤيته لأمثال هذه الثورات الناقصة بقوله ” إذا لم يكن الشعب على وعي وثقافة قبل الثورة، فلا يلومن   أحداً عندما تسرق ثورته” ولعل هذا ماحدث في مصر على وجه الدقة .
وتوتة توتة وﻻ تخلص الحدوتة ، فها هو الرئيس المخلوع حسني مبارك، الذي أطيح به في انتفاضة شعبية عام 2011،عاد  إلى منزله في حي مصر الجديدة بالقاهرة ، معززا مكرما بعد تبرئته من جميع التهم الموجهة اليه ، وﻻ من شاف وﻻ من دري وكانك يا ابو زيد ماغزيت وبراءة الاطفال في عينيه ، في شفتيه في حاجبيه  بين قصريه باحضان ولديه ووزعرديييي يابهية ، هي احوال بقية المساجين ايييه ( عددهم 40 الفا من معارضيه ومن متظاهري الميادين والساحات ضده  ) ؟؟ !!
هل تحسن واقع المصريين  الاقتصادي الذي ثاروا  لتحسينه بداية الثورة قبل ان تتحول من مدنية وخدمية الى سياسية ، اين شعارهم  ( عيش ، حرية ، عدالة اجتماعية ؟) ..هل قضي على البطالة ..هل زادت رواتبهم  ..هل تحسنت ظروفهم  المعاشية ..هل ارتفعت قيمة عملتهم  المحلية ..هل نشطت سياحتهم ..هل تراجعت في اريافهم  نسبة الامية، هل تحسنت في مستشفياتهم  الخدمات الصحية..هل تقدم التعليم في جامعاتهم  ومدارسهم  شبه المجانية ..هل قويت شوكتهم  ، تعززت وحدتهم  ، هل حصلوا  على حريتهم  ..هل غادر ساكنوا المقابر القرافة ..يا اهل العشوائيات اخباركم ايييه ..هل ابيدت البلهارزيا الافريقية والتهاب الكبد الفايروسي والايدز التي تفتك بهم  فتكا قبل وبعد عبد الحليم حافظ !
هل زادت المساحات الزراعية ..ارتفعت وتيرة  المنتجات  الصناعية ..هل تحول الشعب الى الكنتاكي والفراخ والاطباق المشوية وهجر والى الابد اطباق  الفول والطعمية ؟  ماذا عن  الربيع العربي  وساحات التكرارا والتكرير ياااابهية .. ﻻﻻ ﻻ تكذبي اني رأيتكما انت ومبارك معا !!
وبلسان مصري عامي اسأل ” امال احنا  قمنا بالثورة ليه ..ما بلاها ثورة من اول ..يعني حبكت ثورة عشان نقلد تونس بعد بوعزيزي ؟؟!”
واضيف لكل من يبدأ أمرا ﻻ يحسن خاتمته والعبرة بالخواتيم وﻻ يضع مخططا لنهايته السعيدة منذ خط الشروع الاول او يكتب سيناريوهات تتناسب و مجرياته المتسارعة والمتلاحقة ، المتوقعة منها وغير المتوقعة على وفق المتغيرات العربية والدولية والاقليمية وعلى الصعد كافة و التي يجب ان يجهد بقراءتها وتحليلها بعقلية الخصوم قبل الاتباع قبيل التورط بثورة قد تنتهي بكارثة عظمى – وقد كان – فأن كل قطرة دم بريئة او دمعة سالت وستسيل وكل برئ ألقى  في غياهب السجون سيصيبك من لعناتها شيئ كثير وبالتقادم وبأثر رجعي ، هذا في حال كان الموما اليه صادقا ومخلصا في مسعاه اﻻ انه لم يحسب مآﻻت الامور بدقة كما ينبغي لها ان تحسب .اما ان كان – عميلا – ورضي بأن يكون امعة وذنبا لهذا الطرف الخارجي او ذاك فان اللعنات ستصب عليه وعلى احفاد احفاده صبا !
عندما  تصبح الدكتاتورية حقيقة واقعة تصبح الثورة حقا من الحقوق، كما يقول فيكتور هوغو ، ولكن هذه الثورة وعلى حد وصف فرانز كافكا ” ستتبخر وتخلف وراءها وحل من البيروقراطية الجديدة” وتبقى العبرة  ليس بالقيام بثورة والنجاح فيها  اذ ان استثارة المثار اصلا وكسب تأييد المسحوقين والمظلومين بداية ممن لن يخسروا شيئا بثورتهم غير قيود تكبل معاصمهم سهل المنال، وانما العبرة بالحفاظ عليها وتحقيق اهدافها وتطبيق شعاراتها حقيقة بعيدا عن التنظيرات والشعارات الجوفاء التي سبقتها  بعد ان تخبو جذوتها في نفوس القواعد الجماهيرية بتأثير الواقع وظروفه الصعبة وكثرة التضحيات ، نسخة ابعثها الى عشاق السلطة بأسم الثورة الاصلاحية والتغيير والحرية في كل مكان ، ﻻتقم بثورة ناقصة – نص ستاو – تتكشف بها العورة وتظهرك امام نفسك وقواعدك الجماهيرية وللأجيال المقبلة  بانك غير صالح للحكم بتاتا فضلا عن الثورة ، اليوم وغدا والى 100عام مقبلة وبالاخص اذا كانت لك تجارب  سابقة على ذات المنوال وبنفس اﻷخطاء والخطايا والاخفاقات والعقليات والادبيات التي تتغير الدنيا وﻻ تتغير بنظر مخترعيها حتى تحولت الى تابوه ليس بوسع المؤدلجين اللاحقين شطبها او تحويرها او تصحيحها لتناسب – الزمكان – الحالي وتحت اي ظرف كان والنتيجة “هي عودة المخلوع مبارك الى مابين القصرين مبرأ  مما اتهم به وبقاء الحدوته المصرية بين دفتي دفتر مذكرات بهية .. خلف القضبان ! اودعناكم اغاتي

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب