23 ديسمبر، 2024 10:28 ص

تنظيم معروف بمنظومته السرية  وتحركاته الاستخباراتية المُحكمة يَنسحب من الفلوجة  وبأكثر من ٤٠٠ سيارة بأسلحته وعدته  كرتل منظم يشي ان هنالك صفقة ما مع جهات متنفذة   !! هذا الانسحاب لم يتم دون أتفاق مُسبق  !! فالصدفة وحدها وضعتنا وجها لوجه امام اختراق خطير !!!
اعتراض بعض العشائر المُتضررة من الارهابيين وتصادمها مع الرتل هو الذي كشف لثام المؤامرة ولعبرت هذه القوة الارهابية وانتقلت لمكان آخر ليعاد تشكيلها من جديد لمهمة تآمرية أخرى كما حصل في تكريت منذ أكثر من عام  !!! السؤال المهم ،، من هي هذه الاطراف التي عقدت الصفقة مع داعش؟؟  ،، وماهو مستوى العلاقة بين الطرفين الذي أضفى  على الصفقة  هذا المستوى من الثقة  وسمح  للمئات من الارهابيين بالخروج من الفلوجة باتجاه الحبانية وعامرية الفلوجة وصحراء الرمادي  دون اي اعتراض ،،، ؟؟؟؟؟ وكيف يمكن ان تتم المتاجرة بدماء ابنائنا التي لم تجف بعد ،، ؟؟؟ ولمصلحة من  يتم تهريب داعش بكامل قوتها وقياداتها بعد هزيمتم النكراء في الفلوجة ،،، ؟؟؟وحتى لو افترضنا ان الدواعش وقعوا معاهدة استسلام وهذا غير ممكن لانهم مقاتلين غير شرعيين أوغلوا في دماء ابنائنا  ،، اليس من المفروض على الطرف المستسلم ان يخرج مجردا من السلاح ؟؟؟؟ أين الجهد الاستخباراتي  العراقي؟؟؟ كل هذه  الاسئلة تضعنا امام كارثة ان تكون هذه الصفقة قد فرضت على الحكومة العراقية من أطراف دولية وأقليمية ،،، أو أنها قد عُقدت بعيداً عنها ،،،،لان في فنتازيا الوضع العراقي كل شيء ممكن في هذا الوطن المذبوح !!! حتى الضربات الجوية التي أستهدفت  رتل الارهابيين  لم تظهر لنا جثثهم التي يفترض انها بالمئات كما أُعلن!!  ولم نشاهد جريحاً او اسيراً ،،، السؤال الاكبر ماهو دور الامريكان في هذه الصفقة ؟؟ والتي لايمكن ان تتم دون علمهم والتنسيق  معهم خصوصا انهم يملكون جهدا استخباراتيا كبيراً في المنطقة الغربية مدعوما بمئات المستشارين وبقاعدة جوية كبيرة ،،،، لانريد ان نقلل من حجم الانتصارات التي حصلت ولانُشكك بولاء قواتنا العسكرية وهمة أبنائنا في الحشد والعشائر المنتفضة ،، ولكن ثمة تداخل خطير بين الملف السياسي والامني مازال قائما  يتطلب أثارة هذه الاسئلة الملحة ،،،ثمة سياسيون  مازالوا يعتقدون بضرورة بقاء الارهاب ورقة فاعلة للتفاوض السياسي واسقاطها من المعادلة يضعفهم!!  ،، لذلك بعد كل انتصار على الارهاب تتسرب تصريحات عن عودة جيل جديد من الارهابيين تحت مُسمى آخر ،،، 
ماقيمة الانتصارات اذا لم تُقرن بمشروع أمني متكامل يعيد ترتيب المناطق المحررة؟؟   ويجعلها بيئة آمنة طاردة للارهاب ،، وماجدوى التضحيات الكبيرة اذا هربت التنظيمات الارهابية بقياداتها وكوادرها وذباحيها واسلحتها دون ان تفكلل قواعدها التنظيمية  وخلاياها النائمة في بغداد والمحافظات   ؟؟؟؟  ،،، وكيف يمكن  ان نخلق منظومة وطنية للامن  ومازال بعض السياسيين  يفكرون بذات الطريقة  الطائفية التي أنتجت داعش وعشرات المنظمات الارهابية التي سبقتها؟؟ ويتحدثون عن أمن الانبار بمعزل عن أمن العراق ،،،؟؟ 
لدينا هواجس حقيقية من ان الوقائع والمعطيات الميدانية تُشير  الى أن الصفقة المشبوهة التي تم بموجبها خروج الارهابيين  عقدت مع بعض سياسيي الانبار ومجلس محافظتها وعشائرها المرتبطة بمخابرات دول أقليمية تعتبر الارهاب حليفا ستراتيجيا لها  في الساحة العراقية  ،،، وبالرغم من انتفاضة بعض العشائر الغيورة ضد الارهاب  لايمكن ان يسلم الملف الامني لهذه المناطق الى السياسيين المحليين  لان القرار السائد مازال مهادناً للارهاب ومتصالحاً معه     ،، لذلك لايمكن  ان نتحدث عن عفو عام عن الدواعش ( المغرر بهم!!!! ) كما يسوق حاليا في المجالس السياسية لانه يمثل عبث سياسي ومتاجرة بالدماء  وتدوير للازمة  واعادة انتاجها من جديد ،،، 
نحتاج الى معتقلات كبيرة في الوسط والجنوب تهيأ على عجل لجميع من تورط مع داعش بشكل فعلي بعيداً عن الانتقام والاعتقال العشوائي  ،، معسكرات للاصلاح يتم بها اعادة تأهيل هذه العناصر المصابة بداء التكفير والخيانة ، ليعاد تأهيلهم عبر برنامج طويل الأمد وبعد ذلك يتم أخراجهم على شكل دفعات صغيرة  تبقى تحت المراقبة والمتابعة لضمان تأهيلهم في المجتمع  ،، نحتاج الى حزم كبير وارادة دولة دفعت ثمن الارهاب آلاف من الشهداء والملايين من المهجرين  والايتام والارامل والمغتصبات ،،،؟؟