27 ديسمبر، 2024 4:33 ص

نصر الله في قفص الاتهام!؟

نصر الله في قفص الاتهام!؟

انهالت التهم الجاهزة على حسن نصر الله وعلى لبنان وعلى سوريا,وانتزع (الفرسان ) سيوفهم التي اصابها (الصدأ) والتقت اصوات شيعية باخرى سنية وتوحد الشعبان العراقي و السعودي وتطابقت وجهات نظرالحكومتان, الديمقراطية العراقية والملكية السعودية مع امارات ومشايخ شتى, وامتزجت كل هذه المتنافرات واقتربت من وحدة رأي الادارتين الامريكية والاسرائيلية (لاول مرة ) في توجيه قذائفهم الى جنوب لبنان حيث مقر حزب الله . واستغلت بعض الفضائيات المحلية التي تعمل على الاطاحة بحكومة العراق التي (يقال) انها ,شيعية,واتهمتها بالتواطئ مع حكومة بشار الاسد وحزب الله, ووصفت هذا التواطئ ب (الخيانة العظمى للشعب العراقي!؟). وانساق من هو مدرك للاوضاع السياسية التي تعصف بالمنطقة ويمتلك وعيا وثقافة (كما يعتقد ) مع هذه النغمات (التاّمرية ) و(الفضائح اللااخلاقية) التي لا تبيحها النواميس والاعراف الدولية التي( تلتزم بها كل دول العالم!), بدءأ بالولايات المتحدة مرورا باسرائيل ودول الغرب حتى نقطة التقاء تجمع واحات الخليج والجزيرة العربية وشمال افريقيا!.. لقد قرأت وجهات نظر كثيرة عبر صفحات التواصل الاجتماعي والصحف والوكالات الالكترونية فوجدت (الرأي الصائب), عند الناس البسطاء, ليس عند فطاحل الثقافة والسياسة, اصحاب القبعات واربطة العنق والنرجيلات والسيجار, في قضية اتفاق حزب الله والجيش اللبناني وسوريا من جهة, مع تنظيم داعش الارهابي بوقف القتال ونقل الاخير الى البوكمال السورية والرأي هو:ان لكل بلد مصالحه ولكل بلد حرية التفاوض مع خصومه سواء كانوا داعش ام غيره وفقا للمصالح الوطنية اولا وقبل كل شيئ..لست هنا في موضع الدفاع عن نصر الله الذي وضعته (الاغلبية غير المتجانسة في كل شيئ بقفص الاتهام), ولا عن لبنان ولا عن سوريا, فضلاعن انني من الداعين على القضاء على داعش قضاءا مبرما وعاجلا وبكل الوسائل المسموح بها وغير المسموح بها, مثلما هو يستخدم كل الوسائل التي تتيح له تنفيذ ما يسعى اليه,وهنا اتساءل :اليست البوكمال ارض سورية؟الجواب: نعم ..هل كانت البوكمال خالية من داعش قبل الاتفاق بنقل حوالي 300 داعشي من الحدود اللبنانية _ السورية الى الحدود السورية _ العراقية اليها؟الجواب: كلا, حيث تشير الاحداث على الساحة السورية (الاحتجاجات او الثورة المسلحة او الانتفاضة للاطاحة بحكومة حزب البعث بقيادة بشار الاسد)الى ان مايسمى ب (الجيش الحر ), الذي انفصل عن الجيش النظامي السوري ليقود القتال المسلح ضد حكومة الاسد, كان قد سيطر على مدينة البوكمال عام 2012 الا انه فقد السيطرة عليها فاحتلها تنظيم داعش الارهابي عام 2014.و مع ان ,البو كمال, تبعد بضعة كيلو مترات عن اقرب مدينة حدودية عراقية هي مدينة القائم, الا انها تبقى ارض سورية , وهذا يدل على ان تنظيم داعش الارهابي موجود اصلا في البو كمال قبل ان يتم اتفاق نقل 300 داعشي او اكثر بقليل اليها.. لو كنت مسؤولا واملك صلاحيات وقرار لا يرده احد,وكان امامي او في متناول يدي خيار, ان لا ادخل في حرب استزاف مع داعش قبل ان يدخل ويحتل محافظات, صلاح الدين والانبار والموصل وجزء من بابل وجزء من محافظة ديالى واطراف بغداد, مما يستلزم في حرب الاستنزاف هذه ان يفقد العراق اكثر من نصف موارده المالية لعدة سنوات ويقدم عشرات الالاف من الشهداء والجرحى ومثلهم من الايتام والارام وخراب البنى التحتية بنسبة 90% وبدلا من ذلك اقوم بإبرام اتفاقا بازاحة افراد معدودين من داعش قبل ان يتمددوا ,كما حصل فعلا, وينسحبوا الى ابعد نقطة حدودية عراقية مع سوريا او السعودية او الاردن او تركيا او ايران, لفعلت ذلك دون تردد! لقد فعلها حزب الله والحكومة اللبنانية ودفعوا شر داعش عنهم بعد قتال لايام معدودة قبل ان يستمر هذا القتال الى ما لا يعلم نهايته الا الله كما حصل في العراق.

[email protected]