18 ديسمبر، 2024 9:45 م

نصرة ً للحق و للأبطال الذين صوتوا للتغيير كشف اللّـــه سبحانه و تعالى التزوير

نصرة ً للحق و للأبطال الذين صوتوا للتغيير كشف اللّـــه سبحانه و تعالى التزوير

(طوبى للذين صوتوا للتغيير و أفشلوا مؤامرة مقاطعة الإنتخابات)
في إنتخابات مجلس نواب 2014 وجد الساسة المخضرمين بأنهم سيخسرون الإنتخابات لصالح وجوه جديدة، و لإعادة تحشيد الجماهير حولهم لكسب أصواتهم لجأوا للتحشيد الطائفي فأعلنوا بأن الإنتخابات هي مواجهة بين أتباع الحسين (ع) و أتباع يزيد، و نتيجة لذلك لجأت كل طائفة إلى نوابها المخضرمين كرموز لها و أعادت إنتخابهم. و في إنتخابات مجلس نواب 2018 وجد المخضرمون بأن خدعة التحشيد الطائفي لن تنجح هذه المرة لما لمسوه بأن الجماهير قد إكتشفت خدعتهم. و لذلك إبتكروا خدعة جديدة و هي خدعة مقاطعة الإنتخابات و ذلك لإبعاد الجماهير المناوءة لهم عن إنتخاب الوجوه الجديدة و لتكون صناديق الإقتراع خالية لجماهيرهم. و لهذا أطلقوا حملة لدى الشعب بضرورة مقاطعة الإنتخابات و تحت أسباب عديدة من مثل بأن الجميع حرامية و أن لا فائدة من إختيار الوجوه الجديدة لأنها أيضا ً ستسرق و أن الموجودين في السلطة قد سرقوا بما فيه الكفاية و شبعوا و سوف لن يسرقوا مستقبلا ً، و الموزين إللي تعرفة أحسن من الزين إللي متعرفة، و من مثل أن الموجودين في السلطة قد جاؤوا مع الدبابة الأمريكية و أن الأمريكان هم الذين يقررون الفائزين في الإنتخابات و أعضاء الحكومة، و من مثل بأن النزيه لا يستطيع أن يفعل شيئا ً وسط الفاسدين المهيمنين على السلطة و غيرها الكثير. و لإقناع الناس أكثر بهذه المقاطعة أشاعوا بأن نسبة المشاركة في الإنتخابات إذا كانت أقل من 40% فإن الإنتخابات ستسقط شرعيتها حسب القوانين الدولية و أن الأمم المتحدة ستفرض وصايتها على العراق و ستنصب حكومة نزيهة! و بالفعل نجحت الخدعة إلى حد كبير حيث حوالي 80% من الشعب العراقي لم يشترك في الإنتخابات. حوالي نصف الذين إشتركوا في الإنتخابات أي 10% من الشعب العراقي أعاد إنتخاب الوجوه القديمة و النصف الآخر أي 10% من الشعب العراقي صوتوا للتغيير و إنتخبوا وجوها ً جديدة و لكن هذا التغيير أثار المخضرمين و وجدوا فيه بأنه بداية نهايتهم و لذلك لجأوا إلى ممثليهم في مفوضية الإنتخابات لتزوير نتيجة الإنتخابات ليبقوا في السلطة و التمتع بمنافعها. و لكن اللّـــه سبحانه و تعالى نصرة ً للحق و للأبطال الذين صوتوا للتغيير كشف التزوير مصداقا ً لقوله تعالى “وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ” (الروم 47) و “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (محمد7). و عندما تعالت الأصوات بضرورة إجراء العد و الفرز اليدوي لأوراق الإقتراع بدلا ً من الألكتروني الذي أستخدم لإخفاء التزوير فإن ما يسمى بالفائزين بمقاعد مجلس النواب إعترضوا على ذلك و بشدة متحججين بمخالفة ذلك للدستور. و هذا الإعتراض العنيد يؤكد بأن التزوير حاصل و بصورة كبيرة، و لولا حصول التزوير لرحب هؤلاء الفائزين برحابة صدر بالعد و الفرز اليدوي ليكسبوا ثقة الناس و ليدفعوا عنهم شبهة التزوير و رحم اللّـــه أمرئ ً جب ّ الغيبة عن نفسه. و لكن يبدو أن حجم التزوير كبير جدا ً مما جعل هؤلاء الفائزين يستقتلون للدفاع عن نتائج الإنتخابات المزورة.
إن الذي شجع المزورين على التزوير هو أن نسبة كبيرة من الشعب العراقي مقدارها 80% لم يشارك في الإنتخابات، حيث أن هذه النسبة الكبيرة كانت رسالة واضحة و قوية إلى المزورين بأن 80% من الشعب العراقي لا يبالي بمن يحكم و كيف يحكم و لا يبالي بالخراب الذي يحل بالعراق و لا إلى المزيد من الخراب الذي سيحل بالعراق و أن إفعلوا ما شئتم. و هذه النسبة من الشعب العراقي تعتبر مؤيدة للنسبة 10% من الشعب العراقي الذين أعادوا إنتخاب الوجوه القديمة، لأنهم لو أرادوا التغيير لشاركوا في الإنتخابات و صوتوا للتغيير كما فعل 10% من الشعب العراقي الذين صوتوا للتغيير. و بذلك يعتبر 90% من الشعب العراقي، و هي نسبة كبيرة جدا ً، يشاركون بالخراب الذي يحل بالعراق.
إن القبول بتشكيل مجلس نواب إعتمادا ً على التزوير فإنه حتما ً سيجلب لنا المزيد من الخراب مصداقا ً لقول اللّـــه سبحانه و تعالى “وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ” (هود 117)، و إن كشف اللّـــه سبحانه و تعالى للتزوير الذي حصل في الإنتخابات قبل مصادقة نتائجها هو إعطاء فرصة للشعب العراقي للتراجع عن هذا الفساد لتجنب سوء المصير كما فعل قوم يونس “فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ” (يونس 98).