19 ديسمبر، 2024 5:16 ص

نصب لشهيد الفتوى

نصب لشهيد الفتوى

مجاهد يبحث عن الحياة، في أرض سمعَ عنها حكايات، فلم تطأ قدمه تلك البقعة من البلد، لكن الواجب الشرعي حتم عليه، الوقوف على ذرات ترابها، يوما ما، ضحك بينه وبين نفسه، حين مرت صور أطفاله، فولده  الأصغر في ربيعه الثالث،  وكيف يقبله؟ أما  أبنته الأكبر، فيسميها ريحانتي، وهي في ربيعها الخامس، شريط الذكريات يطرق باب مخيلته، يأخذه بعض الشيء عنه من التعب، وهموم الحرب وأرقها، ويجعله يذهب إلى عالم آخر.
طرق باب النجاة، وفتحت باب الجنان، تنثر ورود وتستقبله بالتهليل، كل من على الأرض تواق لهذا اليوم، يوم الخلاص، عند مليك مقتدر، سنتين لفتوى المرجعية، التقدم على قدم وساق، والهمة عالية، والمجاهدون يتسابقون، وصوتهم عالي، حيا على الجهاد، ورايات النصر خفاقة، بعد سنتين من الفتوى، الخطر زال دون رجعة، شهدائنا قرابين، للأرض الطيبة، ومقدساتنا مصانة، بهمة إبطال المرجعية، وفتواها الخالدة.
الشهداء أبواب شفاعة  لنا جميعا،  وعلامة للأتقياء، ودليل على أنهم نالوا شرف حُسن العاقبة، وهذا هو الفوز العظيم، التي قالتها المرجعية في أحدى خطبها، يا ليتنا كنا معكم، فنفوز فوزا عظيما، ففي الخطبة الأخيرة ذكرت قصة الشهيد الذي ترك زوجته وأطفاله المرضى، فهذه الروحية تدل على العمق والأثر النفسي في نفسية ذلك الشهيد، والبصيرة التي يحملها لا تحدها حدود، ولا تتوقف عند عاطفة الأبوة، أو حنين إلى عائلته، فكم كبيرة روحه المتفانية؟ وما هو سر التعلق بالجهاد الحقيقي، الذي يحمله ذالك المجاهد الشهيد.
الحشد المرجعي، له ميزة خاصة، حيث لم يلتحق من أجل راتب، أو امتيازات يكسبها، سار بطريق الجهاد، من أجل قضية بلد، ورد الخطر المحدق بالإسلام والمسلمين، ودحر التكفيريين الذين يردون سلب ونهب أعراضنا، وانتهاك مقدساتنا، لذلك وجب تقديم الأنفس،  لكن ما الذي قدمته الحكومة؟  لتلك الأرواح الكريمة، وهل وفرت الحياة الكريمة لعوائلهم؟ فهل العطاء يساوي قدر التضحية؟ فمن يضحي بنفسه، مهما تقدم لعائلته، لا يساوي قطرة من دمائه، التي بذلها في سبيل أرض الوطن.
في الختام؛  واجب الحكومة،  سن قانون  يقضي بنصب لشهيد الفتوى، ويترتب عليه امتيازات المحاربين الأبطال، وبهذا الدعم قد نكون نرد جزء يسير لما قدموه للعراق العظيم.

أحدث المقالات

أحدث المقالات