لم يعد شهداء بلادي يقبعون في التراب ,أنهم بيننا نستنشق أنفاسهم هم الطيور ,الأشجار ,.الهواء والأفكار والأحاسيس, هكذا قراءة النحات مجيد الصباغ قبل ان يضع اللمسات لعمل نصب يحي ذكرى فاجعة تفجير مدينة خان بني سعد التي حصدت أرواح الأبرياء ,
أعداء الحرية والجمال والتعايش السلمي يعتقدون في سلوكهم هذا قادرين على نحر الوئام والمحبة في النسيج الاجتماعي العراقي متناسين طبيعة شعب يمتلك عمق حضاري وتاريخ شاهد على الأيمان بقبول الأخر دون النظر إلى انتماءه الديني والقومي والمذهبي ,هذا الإحساس المزوج بالإنسانية والوطنية ترجمه النحات الصباغ في رائعته نصب الشهداء مزج فيها الخيال بالواقع بحرفية عالية و طرز بها ثغر مدينة “خان بني سعيد” , نصب اقرب الى قصيدة شعر ملحمي تصور صعود إنسان يحمل قلبه ويفترش جناحيه ليبقى شاهدا على جريمة فجرت حلم مدينة أمنة غافية على أطراف عاصمة الدنيا(بغداد) ورائحة البرتقال ,أرواح الشهداء الأبرياء هي من حددت سلوك العمل وجعلت أنامل الصباغ تتماها في ثنايا الفجيعة لتخرج الشموخ والكبرياء والتضحية,سيبقى النصب شاهد كنصب الحرية لنحات فائق حسن ليحكي للاجيال عن قصص الموت وقصص صناع الحياة والجمال .
© 2016 Microsoft الشروط الخصوصية وملفات تعريف الارتباط المطوِّرون العربية