9 أبريل، 2024 10:21 ص
Search
Close this search box.

نصباً للإبادة الجماعية …نسخة منه للسيد رئيس التحالف الوطني

Facebook
Twitter
LinkedIn

الإله (ليبيريتاس) الرومانية عند الإغريق قديماً كانت تعبر عن التحرر من العبودية والقهر وأستبداد الحكام الفاسدين الذين يريدون الاستيلاء على مقدرات شعوبهم متفاخرين بطغيانهم وتحطيم كل أمالهم,الإله هي المرأة التي تمثل نصب الحرية في مدينة نيويورك الأمريكية والذي قدم كهدية من الشعب الفرنسي للشعب الأمريكي سنة 1886, بهدف توثيق عرى الصداقة بين البلدين بمناسبة الذكري المئوية للثورة الأمريكية (1775-1783),التمثال وضع في ليبيرتي ايلاند(جزيرة الحرية) في مدخل ميناء مدينة نيويورك،فهو يرحب بالمهاجرين الجدد لأمريكا قام بتصميمه فريدريك بارتولدي بينما صمم هيكله الإنشائي غوستاف إيفل,وتكمن فكرته ان (ليبيريتاس )هذه السيدة تمسك بيدها اليمني مشعلا يرمز إلي الحرية، بينما تحمل في يدها اليسري كتابا نقش عليه بأحرف رومانية جملة “4 يوليو 1776″، وهو تاريخ إعلان الاستقلال الأمريكي، أما علي رأسها فهي ترتدي تاجا مكونا من (7 )أسنة تمثل أشعة ترمز إلى البحار السبع أو القارات السبع الموجودة في العالم,اليوم في العراق تمارس عمليات قتل لآلاف الأبرياء العزل من صغار وكبار وشيوخ ونساء واطفال،هي حرب أباده جماعية ضد شعب ناضل عقود من الزمن في سبيل اليعيش بحرية وكرامة ضد الطغاة رافضاً الإرهاب وبكل أشكاله ومن يقف وراؤه،هذه التضحيات الجسيمة التي خلفتها العمليات الإرهابية الإجرامية من آثار نفسية عميقة في قلوب العراقيين,ليس فقط ما يحدث لهم من مآسي بعد احدث التغيير الذي طرأ على البلد ,بل وما تركه وجود النظام الدكتاتوري من ثقافة الاعتداء والتجاوز والفساد بسبب سياساته التي كان يظن أنها ستخدمه لأطول فترة ممكنة في الحكم,منع حرية الرأي والتعبير وسمح بممارستها فقط مدحاً وتشكراً لظلمه وعرفاناً منه بقتلنا ,وكذلك الأنظمة السابقة التي حكمت العراق قضاها الشعب في استبداد الجلاوزة التي كانت تنظر للفرد العراقي بعين الازدراء والانتقاص والسعي لتستقطع منه الجزء الإنساني وتحوله لعدو يحارب بناء الدولة ومؤسساتها لقضائها على روح المواطنة لمواطن ينتهز الفرصة تلو الأخرى ليسدد لها الضربة في محاولة لأخذ الثأر لنفسه منها,هذه المسيرة الطويلة التي طرزت معالم مليئة بالدروس والعبر والمواقف لحقب مظلمة المآسي والآلام والتحدي والإصرار والإرادة على مواصلة

الحياة ,فمن الأجدر والمهم جداً ان تحاكي هذه المسيرة العالم برمز او نصب يمثل(جريمة الإبادة الجماعية والحرية) الإبادة الجماعية التي لم يعرف العالم مثلها او نظيراً لها في جميع الدول التي عاشت فترة حكم الدكتاتوريات وبطشها وصفحة داعش المسخ,مخرجاتها أمهات ثكلى وجيش من النساء الأرامل,وجيش آخر من الأطفال اليتامى وأجساد مقطعة ومتناثرة ومحروقة وهدم مدارس التعليم والعلم ودور عبادة من مساجد وجوامع وكنائس ,حتى مجالس عزاء ضحايا الشهداء استهدفت أي قيم ومثل يحملونها هؤلاء,لم أسمع طيلة حياتي ان هنالك قتل للإحياء في عزاء الأموات,بل حتى في زمن الجاهلية وقبل مجيء الإسلام كان للعرب مبادئ وإباء يأبى كبار القوم التنازل عنها ,هذا النصب نريده رمزاً عملاقاً وشاهقاً يسر الناضرين اليه من كل صوباً وحدب وعلى بعد عشرات الكيلومترات سيقول هنا بدأت الأمل بالحياة التي أرادوا القضاء عليها،يوضع عند مدخل العاصمة بغداد التي كسرت رهان الأقزام لشذاذ الأفاق ومنعتهم من دخولها بتضحيات دماء أولادها بعد أن كانت المعارك مع الإرهابيين على أسوارها,نصباً يرمز للمحبة والتعايش السلمي ونبذ الأحقاد ,وفي الوقت نفسه يذكرنا بقسوة الطغاة وظلمهم وانحرافاتهم ,ليبقى يسرد للأمم بأسرها وللأجيال اللاحقة كيف صمد الأحرار من كل أطياف الشعب؟,وكيف قارعوا وتحملوا أنواع العذاب غير مبالين بالموت منتصرين ؟ لأنهم أصحاب قيم ومبادئ لديهم ثوابت ثابتة الخطى ليس كما عند البعض من من يستبدلون مبادئهم عند كل شدة وأزمة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب