الذي حدث وسيحدث , ايقظ العراقيين شعب وجيش وتيارات وطنية من داخل الدولة والمجتمع , على حقيقة كانت مغيبة , هي ان الطائفيين والقوميين غير مؤهلين لبناء دولة وحماية وطن , في كثير من الأحيان يدخلون اطرافاً ضمن طوابير الخيانة الوطنية , انانيون متخلفون , وبقدر ما هم رخيصون , يرخصوا معهم امة يدعون الأنتماء اليها , عراق ما قبل 10 / 06 / 2014 كان مستنسخاً اقليمياً ودولياً مموهاً بأدوار كيانات محلية, عراق التاريخ والحضارات قد ولد من جديد , كما ولد من رحم ثورة 14 / تموز / 1958 الوطنية , انه الآن انتفاضة تطوع مليوني معها شعب وجيش ماسكون بعروة الوطنية العراقية , دليل عمل وتنوير واعادة تشكيل دولة مدنية وبناء مجتمع تجري في شرايينه دماء التحرر والديمقراطية والعدل والسمو وخلود الكرامة .
البعث ومموليه وداعشيته واعلامه , ستنفجر اوهامه قيحاً عروبياً طائفي الردة بوجه حلم الأنبعاث من مقابر الماضي , الجنرال مسعود البرزاني , وقد ابتلع موس الحق العراقي , سيتقيأ امعاء عشائريته , فعرسه سيكون عليه كما هي اعراس والده في اسقاط ثورة 14 / تموز / 58 الوطنية وتبعيته لأيران الشاه التي انتهت باغتصاب شعبه بعد اتفاقية الجزائر عام 1975, عائلة اختزلت القضية الكوردية بنزوات وانانية حزب العشيرة الديمقراطي !! ووضعتها في مزادات اقليمية مجهول المستقبل .
بعد نجاح العملية الأنتخابية , حيث وضع الناخب العراقي بصمات التغيير في نتائجها التي رسمت خارطة طريق حكومة الأغلبية البرلمانية , مخرجاً من مأزق نظام التحاصص والفرهود الشامل , استنفر المنتفعون من طائفيين وقوميين شوفينيين ومن خلفهم انظمة جوار ومشروع امريكي خطير , الهدف الملح لذلك الهجين ( الوسخ ) , اسقاط نتائج العملية الأنتخابية , التي حصل فيها ائتلاف دولة القانون والمتحالفون معه على تفويض شعبي لتشكيل حكومة الأغلبية السياسية, ثم اسقاط المضمون الوطني للتجربة الديمقراطية برمتها وتسفيه الدستور .
الحكومة العراقية والخيرين من داخل الدولة والمجتمع وبشكل ملح عليهم ان :
1 ـــ يستثمروا ردة الفعل الشعبية التي استجابت لنداء الوطن ( انتفاضة تطوع مليونية ) للدفاع عن ارض العراق ومستقبل العراقيين , قوات عسكرية شديدة التنظيم والأنضباط عالية التسلح نقية الأنتماء والولاء , عقيدتها حماية الأرض والأنسان .
2 ـــ تطهير القوات المسلحة النظامية من جميع القيادات ذات الأرتباطات البعثية والولاءات الطائفية القومية, وخاصة المتواجدة في بغداد , واملاء الفراغ من صفوف المتطوعين بعد الأعداد الجيد , قوة وطنية رادعة عابرة للطائفية والمذهبية والقومية .
3 ـــ اعادة النظر ببعض الكيانات التي تدعي تمثيل المكونات الشيعية اوالسنية وكذلك الكيانات المشبعة بالفكر الشوفيني للعشائري مسعود البرزاني , اغلب تلك الكيانات , وكما اكدته انتكاسة 10 / 06 / 2014 , فأما كان فاعلاً في دوره الخياني او متواطئاً .
4 ـــ الحذر من النوايا الشريرة للمشروع الأمريكي , ان تأخير تسليح الجيش العراقي للعشرة اعوام التي مرت , وفرض قيادات بعثية عسكرية واستخباراتيه على وزارتي الدفاع والداخلية والأجهزة الأمنية , واعطاء الضوء الأخضر لأستهتارات مسعود, ليس منفصلاً عن مؤامرة احتلال الموصل واقتطاع كركوك , هنا يجب الأسراع بعقد معاهدات تسليح من خارج الوصاية الأمريكية , خاصة مع روسيا والصين واليابان , فأنتفاضة التطوع المليونية قد شلت يد الطامعين بأسقاط نتائج العملية الأنخابية الأخيرة .
5 ـــ المتامرون اعتمدوا الأعلام في ضربتهم الأولى , ولازالوا يمارسونه لأحباط عزيمة وثبات العراقيين , هنا يجب اعادة تقييم دور الأعلام الوطني , كوادر واسلوب عمل وشفافية في نقل الخبر واجادة التعبئة والتقليل من هذيان المديح , على الحكومة ان تستعين بالكفاءات ذات الولاء الوطني , دون النظر الى الأنتماء الطائفي والمذهبي والحزبي , انها معركة شعب ووطن , وليس طائفة او مذهب , ويجب التصدي لها فقط ضمن اطار المصالح العليا للعراق .
6 ــ بعد اكمال التحرير الحاسم والسريع للموصل والمناطق الغربية المحتلة من قبل الزمر البعثية وداعش , يجب طرح قضية انسحاب القوات الكوردية الى حدود محافظاتها الثلاثة لما قبل 09 / نيسان , 2003 , والى جانب الصر والحوار السلمي , يجب افهام الجنرال , ان كركوك ارض وعرض ومال واسترجاعها دين في اعناق العراقيين .