23 ديسمبر، 2024 12:50 م

نصائح متواضعة لكي لا يتوالى سقوط  مدننا الواحدة تلو الأخرى 

نصائح متواضعة لكي لا يتوالى سقوط  مدننا الواحدة تلو الأخرى 

من لم يستمع لأقوال وآراء ونصائح الآخرين فانه أحمق ، فالحكيم يستمع الى اصغر الناس سناً  وأجهلهم فكراً ، بل ويستمع الى المجنون ، وكما قيل ( خذوا الحكمة من أفواه المجانين) ، ذلك لأن كلمة واحدة من هؤلاء ربما ستنفعه وفي الحالتين سوف لن يخسر شيئاً.
التاريخ يتحدث عن هذا الامر من بمئات من المواعظ والدروس والعبر ، وفي العراق آخر من لم ينصاع الى ذلك هما صدام والمالكي اللذان لم يستمعا لنصائح الأصدقاء والخصوم معاً ، فكانت عاقبتهما السوء والخزي في الدنيا والآخرة. فهل سيستمع سياسيونا اليوم لمئات بل ولآلاف من الأصوات التي تقدم النصيحة دون مقابل ، تقدمها فقط لمصلحة البلاد والعباد. ولكي لا يستمر انهيار مدننا وسقوطها الواحدة تلو الاخرى لا سامح الله . أردت قول ما يلي :
– الجيوش منذ الأزل تعتمد على الضبط والقوة في تنفيذ الأوامر والطاعة ، جيشنا وقواتنا الأمنية وللاسف تفتقد الى هذا الجانب بسبب القيادات العليا والوسطى التي تستخدم التجاهل أحياناً  والمرونة أحياناً اخرى اكثر من المعتاد ، مما سبب هزيمة ونكسة الموصل دون ان يتبع ذلك عقاب وهو ما أدى أيضاً  الى سقوط صلاح الدين والرمادي وغيرهما من المدن التي تهاوت خلال ساعات وهرب القادة والضباط والجنود لأنهم يعلمون انه لا عقاب ولا جزاء في هذا المعارك .
على القيادة العسكرية ان تطبق قانون العقوبات العسكري الذي ينص على إعدام الهارب من ارض المعركة او الخائن اذا ثبت ذلك وبمحاكمة عادلة وتنفيذ للعقوبة عاجلين من اجل ارسال رسالة لبقية منتسبي القوات الأمنية بماهية جزاء من يخالف القوانين العسكرية . واذكركم بأن تنظيم داعش الإرهابي ليس بأفضل من الدولة وقياداتها العليا عندما اعدم أربعة من قادته لهروبهم وتراجعهم في ارض المعركة قبل عدة أيام .
– لا تحصروا القتال  بأبناء الحشد الأبطال ولا بمنتسبي الجيش والشرطة وغيرهما فقط ، بل اعملوا على جمع الهاربين والمتسربين  من الشباب والرجال من أبناء المناطق التي احتلها تنظيم داعش وقوموا بتدريبهم وتسليحهم وزجوهم في القتال مع قوات الحشد والقوات الأمنية  من اجل تحرير مناطقهم التي هم اعرف بواقعها ، لأنها حرب استنزاف وبأنها ستدوم لعدة سنوات كما أعلن عنها القادة الأميركان .
– اعتمدوا مبدأ الثواب والعقاب ، أعطوا المرتبات لمقاتلي الحشد والقوات الأمنية وكرموا جرحاهم وكرموا أهالي الشهداء وخلدوهم واذكروهم في المناسبات باستمرار واصرفوا مرتبات الشهداء في اقصر وقت لذويهم ، فان ذاك يرفع من المعنويات ويسهم في التطوع ويشجع على القتال باندفاع عالي.
– ادارة الحرب النفسية  واختيار التصريحات التي ترفع من المعنويات حتى وان كانت احيانا تدعو الى  ( كذبة بيضاء) من اهم الأمور في هذه الحرب وسط تطور التكنولوجيا واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل واسع ،  فالقائد اذا ما انكسرت قطعة عسكرية او فقد أرضاً  او موقعاً ما لديه ، ليس مجبراً ان يظهر ليعلن ذلك على الملأ ويتحدث بأنه حزين أو متأسف وأنها سوف تعاد . لان ذلك سوف يؤدي الى انكسار في معنويات المقاتلين والشعب معاً، وهو ما يعول عليه العدو،  فلا مكان للعواطف في سوح القتال وإدارة المعارك.
– محاصرة المناطق التي يحتلها داعش وقطع إمداداتها وإدامة قصفها عن طريق الطيران والمدفعية والراجمات والصواريخ والهاونات بشكل مستمر هي افضل التكتيكات الحربية في هكذا نوع من الحرب ، وهي خير من مهاجمة العدو في المدن وبين الأبنية والبساتين لأنه متمرس في هذا النوع من القتالات والمدافع يكون موقفه افضل باستخدام أسلحة القنص وغيرها من الأسلحة البسيطة والدقيقة التي تكون اكثر تأثيرا في المهاجم  . وسترون ان العدو بمرور الوقت سوف ينهار وتسهل مهاجمته. وإلا فان المعارك سوف تبقى كراً وفراً الى وقت طويل، تسترد هذه المنطقة وتسقط تلك ثم تعود المنطقة الاولى لتسقط والثانية لتعاد وهكذا .
– جمع الأسلحة الخفيفة والاعتدة البسيطة وذلك بتخصيص مبالغ لشرائها من الأهالي في مختلف المدن فلا يوجد دار في العراق لا يملك سلاحا او عتاداً. هذه الأسلحة لا تقل أهمية عن الأسلحة المتوسطة والثقيلة، وخاصة في حرب الشوارع التي هي السائدة حالياً  وربما مستقبلاً .
عذرا ان فاتني شيء ما او ربما أشياء ، فآراء الآخرين ووجهات نظرهم بالتأكيد سوف تكمل هذا النقص ، فالرأي لا يكتمل الا بالمشورة .
حفظ الله العراق واحداً موحداً . حفظه وطناً وجيشاً وشعباً.