21 ديسمبر، 2024 1:47 م

نصائح للرئيس المالكي ..!

نصائح للرئيس المالكي ..!

 أثبتت تجارب الشعوب ان السياسة ليست فن الممكن والإدارة الناجحة للأزمات وحسب ، بل ترجمة سحرية لشخصية السياسي وشجاعته في نطاق القراءة الواعية للمساحة التي يقف عليها ومعادلات محيطه .
     الأخ نوري المالكي تسنم رئاسة الوزراء في انعطافة تاريخية لم تراوده حتى في الحلم ، وتقبل الرجل هذا الدور بشجاعة ورغبة ان يقدم شيئاً يتساوق مع تاريخ الشعارات والمعاناة التي عاشها في زمن المعارضة ، ومطاليب شعب خرج للتو من حكم دكتاتوري ليدخل في أتون حرب طائفية ، مهمة عسيرة مع رجل طارئ على الوظيفة بحدودها البسيطة ، فكيف برئاسة الوزراء وفي خضم صراعات سياسية وطائفية وأثينية تفجرت بعد كبت وممنوع استمر زهاء نصف قرن ..؟؟
  أجتهد الرجل دون معلم او مستشارين أكفاء ، أصاب في مرة وأخطأ مرات ، لكنه لم يستطع خلال سبع سنوات ونيف ان يرسي تقاليد سلطة تنفيذية قادرة على محاربة الفساد ، وتطويق الأزمات ، وتوفير الخدمات ، وبسط الأمن ، وتلك هي واجبات الحكومة مهما حاول السيد المالكي ان يتهرب منها ، او يلقي بمسؤوليتها على الآخرين ..!
   تصاعد الأنهيارات الأمنية وهروب مئات السجناء من سجن” ابوغريب” مع أزمة متصاعدة في الخدمات وأهمها غياب الكهرباء والماء ، ورفض شعبي وسياسي واسع النطاق لحكومته ، وانعكاسه في شعارات التظاهرات  ومساحات الإعلام ، ومظاهر الفشل والتراجع الذي احال حياة المواطن الى جحيم وعذاب يومي .
 تشير المعلومات الى سعي المالكي لإرضاء شيوخ وقادة التظاهرات في الرمادي بهدف كسب تأييد الشارع السنّي ، وهناك وفود تشتغل لغرض اعادة العلاقة مع كردستان الى سابق تأييدها مقابل اي تنازلات تطلب منه ..لكنها محاولات يائسة تأتي في وقت متأخر وتعكس فيه الأحداث ضعفا وهزالا للموقف الحكومي ، وانحسار جبهتك السياسية بعد اصطفاف المجلس الأعلى والتيار الصدري في تحالف يعد الأكثر تماسكا وقوة شعبية وحنكة سياسية .
     نصيحتي للمالكي ان يستوعب الدرس ويدرك انه في كل يوم يخسر من رصيده السياسي والشعبي ، يضاف له تضخم الفساد والفشل وتصاعد الغضب الشعبي والتراجعات الخطيرة في كل شيء .
 نصيحتي ان يقلب الطاولة على فرقائه السياسيين ويقدم استقالة حكومته بعد ان يوجه بيان إعتذار للشعب العراقي،جراء ما أصابه من ضرر جسيم و خسارات فادحة في الدماء والأرواح مع إستنزاف بليغ للثروات والوقت .
      إعلان الأستقالة يتطلب قدرا من الشجاعة ، ولااعتقد ان مغريات السلطة قضت على شجاعتك ايها الرجل ..؟
 كن جريئاً وتذكر ان مواقف الرجال في لحظة إخلاص نقية وتجلي زاهد ينبعث من نفس أبية لاتقبل بحكم على حساب عذابات الآخرين ، ذلك هو الرصيد الذي ستحمله لك ذاكرة الوطن والناس .
 ادفع لهم استقالتك بكل وقار ، ولاتشتري مواقف البعض الهزيل او تستجدي عطف من حذفت بهم الصدفة لهذا الموقع او ذاك الدور ..!
 كن مؤمنا بذاتك ودورك والجمهور الذي يحمل لك حباً في الأفئدة ، ترفّع وردد على مسامعهم ماقاله سيد البلغاء الإمام علي ؛ ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنْز ..!
     اعرفُ يادولة الرئيس ان لاأحد يجرأ من المقربين والمتملقين والمكذبين عليك ان يقول لك هذا الكلام ، وتأكد ان لامصلحة شخصية لي سوى خوفي ان تنتصر السلطة عليك ، فتخسر نفسك والسلطة معا .
  نصيحتي أخي نوري ان اسقيل من حكومة فاسدة لاتقبل الإصلاح ،اطلع منها مرفوع الرأس ، تأمل بنصيحتي ستجد نتائج هذا الموقف الوطني الشجاع لصالحك.
*ملاحظة ؛ ارجو من المستشارين والمقربين الشجعان ، ايصال هذه النصيحة للسيد نوري المالكي .
[email protected]