الكلام هنا عن القيادات وليس عن المكوّن الذي مازال مظلوماً ، والدليل ان حركة الاحتجاجات الشعبية في البلاد من الجمهور الشيعي بمواجهة القيادات الشيعية واحزابها التي تمسك بالزمام في كافة مجالات السلطة ، وقمع حركة الاحتجاجات هذه من القيادات الشيعية واحزابها نحو جمهورها الذي تتوسله كلما قربت مواعيد الاحتكام الى صناديق الاقتراع !
ادهشني لقاء مع عدي صدام حسين في جريدة ” البعث الرياضي ” في تسعينيات القرن الماضي اجاب فيه على سؤال ” ماهي الحكمة التي تؤمن بها ؟” فكان جوابه ، كما لو انه تنبأ أو اراد تأكيد حقيقة مستقبلية لنظام حكم الوالد ، ” لو دامت لغيرك ما اتت اليك ” !!
كما لو انه أراد ان يقول أو قال ، زلّة أو قناعة ، ان حكمنا زائل كما زال أو أزلنا الحكم الذي سبقنا !!
هذه الحكمة الشعبية التأريخية الحقيقية المثبتة في سفر تواريخ الامم والامبراطوريات وانظمة الاستبداد الزائلة والتي ستزول ، تبدو غائبة عن عقلية القيادات السياسية والدينية الشيعية التي تستحوذ على كل شيء وتهمش كل مختلف وتنكر حقوق الأخر المشارك وليس الشريك ، الشريك الاعلامي بامتياز فيما تئن شراكته تحت وطأة الاعتقاد المطلق باننا باقون ولن نعطيها أو نشارك بها احداً الى يوم يبعثون !!
وهي قناعة مطلقة لايزكًيها التأريخ ولا أحوال الامم وتقلباتها وتحولاتها بفعل الفواعل الداخلية والخارجية المنظورة منها والسرابية في مواجهة الحقيقة المطلقة للحكمة الشعبية السائدة ” لو دامت لغيرك ما اتت اليك ” !!
لست سنياً عقائديا ولا شيعياً مظلوماً ولا ايديولوجياً متزمتاً لكني ، بغض النظر عن نوع التسمية من قواميس الخطابات السياسية ، مؤمن ايماناً مطلقا ان العدالة والعدالة وحدها هي صمام الامان لبقاء الانظمة والحكومات والدول حتى لو اسستها قوى خارجية سحقت دباباتها نظااما ظالماً متعجرفا كنظام البعث الصدامي !
شعار ” بعد ماننطيها ” ، على مرور الزمن عليه، سيعزز من احتمالات قوية لترسيخ وتحقيق شعار الحكمة الشعبية ” لو دامت لغيرك ما اتت اليك ” ، والطريق الوحيد للأمان والاستئمان هو شعار ” جميعا ماننطيها ” لقوى الشر والاستبداد والاستقواء ..
النصيحة واضحة وملموسة ومجربة تأريخياً ” العدالة الاجتماعية ” والحكم بروح المواطنة وعقلية دولة المواطنة وشعار ” اسنان المشط ” في التعامل مع المواطنين وليس بعقلية الاستفراد الطائفي على حساب ” لا أحد فوق القانون ” و ” الدين لله و الوطن للجميع “..
لاتنسوا فرعون الذي هزمته عصا موسى ..
لاتنسوا قارون الذين خسفت به الارض ..
لاتنسوا تفتت الاتحاد السوفيتي الكبير بعد سبعة عقود من الحكم الشيوعي المطلق ..
لاتنسوا صدام الذي لم تحمه ملايين الفدائيين وجيش القدس ورفاق الزيتوني ..
للتأريخ قول وفصل ..
لنذهب جميعا الى ” درب السلامة ” درب العدالة ودولة المواطنة حيث الحكم الدائم والأمان الذي يجعل ابواب بيوتنا مفتوحة ونحن نذهب الى فراش النوم !