ما إن أعلن رئيس وزراء المحاصصة الخامس بعد 2003 ومرشح التسوية ” عادل عبد المهدي ” عن نيته تقديم إستقالته تجنبا للإقالة التي باتت قاب قوسين أو أدنى وليس لنزع فتيل الأزمة المتصاعدة التي أودت بحياة 400 متظاهر وأكثر من 15 الف جريح منذ بدء الإحتجاجات في الأول من أكتوبر الماضي حتى بدأت الأحزاب والكتل السياسية الفاسدة كعادتها بتحركاتها المكوكية المعهودة للظفر بالمنصب الأرفع في العراق – البرلماني – ومنذ الدقائق الأولى ضاربة ببحيرات الدم وقوافل الشهداء التي تتساقط تترا عرض الحائط ، وبدأنا نسمع بمرشحين قدمت كل واحد منهم جهة سياسية هي جزء لا يتجزأ من منظومة الخراب والإستخراب التي عمت كل شيء طيلة 16 عاما وهي ذاتها الكتل التي يتظاهر ضدها المتظاهرون ويعتصم المعتصمون ويضرب عن العمل المضربون ، وقيل أن مرشحي هذه الكتل هم كل من الشابندر ، عبطان ، الزرفي ، زيدان ، السوداني ،وإن كان الأول قد نفى ترشحه عبر تغريدة له على تويتر ، تترك مهة إختيار أحدهم الى رئيس الجمهورية بعد تحول كابينة عبد المهدي الوزارية فور تقديمه الإستقالة وإخراجها من جيبه بعد طول تريث الى حكومة تصريف أعمال لمدة شهر بصلاحيات منقوصة غير قابلة للتمديد من دون الحاجة الى عرض المرشح الى الإستفتاء كما ينص على ذلك الدستور وخلافا لمقترح التيار الصدري في هذا الشأن ، وسط دعوات من كتل أخرى لتشكيل حكومة إنقاذ وطني بدلا من حكومة تصريف أعمال ،ولايحتاج المراقب الى جهد يذكر لتوقع الرفض الجماهيري الحتمي في ساحات التظاهر لكل الأسماء المقترحة كونها غير مستقلة بالمرة وإن زعمت إستقلاليتها و- تنك قراطيتها – تحركها ذات الأصابع التي حولت البلاد الى ريشة في مهب الريح ، وبناء عليه أقترح جملة من المقترحات ، أو لنقل أقدم مجموعة من النصائح لوقف مسيرة النعوش وتجفيف منابع الدم في هذا البلد الجريح المبتلى بحكامه على الدوام ممن يعشقون هتاف ” بالروح بالدم نفديك يازعيم ” :

1- رفض أي رئيس وزراء مزدوج الجنسية لأن ولاء هذا المخلوق سيكون لدولته الثانية وليس للعراق ، هذا المخلوق سيسرق ويقتل بالجنسية العراقية ثم يهرب بالجنسية الثانية .

2- رفض ترشيح أي سياسي لم يعش في العراق طيلة السنين الماضية وبالأخص في فترة الحصارالغاشم وعانى ما عاناه الشعب العراقي من ويلات وحرمان وجوع .

3- رفض ترشيح أي مخلوق شارك يوما بالقتال ضد العراق لصالح دول أخرى بعيدة أو قريبة .

4 – رفض أي مخلوق عليه ولو ملف فساد واحد في هيئة النزاهة !

5 – رفض اي مخلوق سبق له أن تورط بدماء العراقيين وأوغل فيها وعندما أقول “العراقيين “فإنما أعنيهم كلهم بجميع طوائفهم ” سنة وشيعة ، عرب وكرد وتركمان ” ولا أتخير طائفة من دون أخرى ولا أستهين بدم قومية من دون الثانية فكلهم قد ظُلموا وهُمشوا وسُحقوا طيلة الحقب السابقة واللاحقة على أيدي أصنامهم الحاكمة وحُكموا بالحديد والنار .

6- رفض أي مخلوق يحمل نفسا طائفيا عفنا وله تصريحات سابقة موثقة في هذا الإتجاه ” يعني مو من جماعة 7×7

7- التأكد من شهادته الجامعية لأن ثلث من يحملون الدكتوراه المزيفة من السياسيين في العراق لايحملون شهادة البكالوريا في الأساس وأتمنى توسعة مجريات التحقق والتحقيق لتشمل كل حملة الدكتوراه من السياسيين بل وحتى المثقفين لأن الكثير منها مشكوك بصحتها وعشرات ممن يطلق عليهم الناس لقب دكتور شهاداتهم كزواج عتريس من فؤادة ..بااااطل !

8 – رفض أي مخلوق جاء على ظهر الدبابة الأميركية وعمل جاسوسا أو مترجما أو مستشارا أو عميلا لهم يوما ما .

9 – رفض أي مخلوق تابع لأي حزب من أحزاب الفساد المعروفة وبالذات الطائفية منها فهذه فسادها يتضاءل أمامه حتى ابليس يصدق فيها قول الشاعر العباسي الشهير بـ” الخبز أرزي ” لكونه كان خبازا للرز في أسواق البصرة :

وكنتُ فتىً من جند إبليس فارتقى …بي الأمر حتى صار إبليس من جندي

فلو مات قبلي كنتُ أُحسن مثله ….صنايع فسق ليس يُحسِنُها بعدي

10 – رفض أي مخلوق غير مستقل ، غير تكنوقراط ، غير صاحب كاريزما ، ،وان لاتظهر له صورة واحدة مع عدو من أعداء العراق تم التقاطها ولو عرضا في مشارق الأرض ومغاربها .

11- أن يكون ذو حسب ونسب وثقافة عالية وعلم وفير وصاحب دين رباني حقيقي – يعني مو دين سياسي – وأن يكون صاحب خلق رفيع معروف به بين الناس .

12- أن يوافق عليه متظاهرو الميادين وساحات التظاهر أو من يمثلونهم من قيادات التنسيقيات والا فلا .

13- ان لايكون قد سبق توزيره في أية وزارة سابقة ، وعدم تسنمه منصب محافظ أو رئيس مجلس محافظة سابقا لأن الكل فشلة وعليهم ملفات فساد لاتحصى !

14- ان لايكون من المتقلبين المتذبذبين في مسيرة حياته ..ساعة يساري وساعة يميني …ساعة بعثي عراقي وساعة بعثي سوري ..ساعة معممم أو معقل وساعة أفندي ..ساعة ملا وساعة شراب عرك …ساعة حليف أميركا وأخرى حليف ايران فهذا – قرد غابات – غيرمأمون الجانب سيكون كسابقيه بالضبط قال ، أرطاة بن سهية في أمثالهم :

لقد رأيتك عريانا ومؤتزرا ..فما عرفت أأنثى أنت أم ذكر؟

15- أن لا يكون من أصحاب الخطابات والأوجه المزدوجة ، قبل الانتخابات شيء ، وبعد الانتخابات شيء آخر تماما يوازي الأولين في القوة ويعاكسهما في الإتجاه ، مثال على هذا الأنموذج الخطير “مرشح يهاجم ايران وتدخلاتها في العراق ويصفها بـ – صفويين ما صفويين – أمام جمهوره العربي السني أثناء الانتخابات ليحصد أصواتهم وبعد الظفر بالمنصب يظهر مع كبار قادتها صوت وصورة وعندما يُسأل – هاي شنو خالو ؟ يقول لهم ( هذه هي السياسة اذ لاعداوات ولا صداقات دائمة وانما مصالح دائمة ، إنها فن الممكن يالربع ، وهلا باليلعب جوووبي ) ” أو أنه يخاطب ناخبيه من العرب الشيعة بمظلومية الحسين عليه السلام وكيف إنتصر الدم على السيف وضرورة نصرة المستضعفين قبل الإنتخابات ، وإذا به وبعد الفوز يجرف عشوائياتهم ، يسرق أموالهم ، ينهب ثرواتهم ، يهرب خيراتهم ، يهمل مطالبهم واذا ما قيل له – هاي ليش عمو ؟ قال ( أنت إنتخبتني ،قابل ضربتك على ايدك ، ثم هذه تراكمات 16 سنة ، قابل آني الوحيد المتورط بالفساد ، أشو كلها حرامية ..وها خوتي ها ” عراقك صاير ملعب ..والكل تلعب بيه !!) .

16 – أن لا يكون من الحفاة قبل 2003 يصدق في منزله الأيل للسقوط آنذاك قول شاعر الكدية سليط اللسان ابو الشمقمق:

منزلٌ أوطنه الفقر فلو .. دخل السارق فيه سُرقا

ثم أصبح من المليارديرية ومن أصحاب المولات والأرصدة والأبراج العالية بعدها بقدرة قادر من دون عرضه على قانون الكسب غير المشروع أو ” من أين لك هذا ؟” الذي واذا ما تم تفعيله كما ينبغي له أن يُفعَّل على أيدي أناس وطنيين شرفاء لكان كفيلا بالإطاحة بمجمل العملية السياسية وأصنامها رأسا على عقب !أودعناكم اغاتي