23 ديسمبر، 2024 7:52 ص

نصائح امام محافظ ( الانبار ) الجديد !

نصائح امام محافظ ( الانبار ) الجديد !

بين هذه الأعمدة تتداخل أصوات شدت رحال أنينها لساعات توزعت بين أشلاء النخيل وغربة الاشتياق بعد النزوح الاجباري ( اقصد التهجير ) وخرير منفي لماء يتجه إلى الجنوب والوسط والشمال … أنها المنارات وقباب الذين كانوا يستظلون بالتقوى ( مدن الانبار) مدن السلام والوئام والمساجد تحولت رخامها إلى أناشيد حزينة وشوارع الانبار العز تستصرخ ضميرا وقلوبا ودما توشحت بها أرصفتها المتكسرة انظر ها هم أهلها ( الطيبون ) يزيحون غبار التفجيرات للحرب الدامية , بعد أن بدأت ( الحرب السياسية ) تعود من جديد إلى هذه المدينة الباسلة المجاهدة أو هكذا يبدو بعد تنصيب واخيار ( المحافظ الجديد )   وتاريخ ( الانبار )  العظيم تاريخ قديم وضعت أسسه ما بين العصور القديمة و الحديثة … صدق زعيم بريطانيا ورئيس وزرائها السابق ( تشرشل ) عندما قال أن الديمقراطية هي أسوأ نظام في هذا العالم ولا يمكن الأخذ به … ولا يمكن أن يطبق على الجميع … ولا ادري لما تذكرت ذاك السؤال في هذه المناسبة ونحن نعيش اليوم عرسا ديمقراطيا جديدا بعد انقسام اعضاء محلس الانيار  داخل مجلس المحافظة بين الشركاء السياسيين من   اهل الانبار … مجرد انتخاب محافظ  !
عذراً لقرائنا الأعزاء أنا لست متشائما ولست من أنصار من يجاهرون بالحقيقة في بداية الطريق ولا أريد هنا أن استفز مشاعر الإخوة الأعزاء ممثلي الشعب الانباري العظيم في مجلس المحافظة   لكن واقع الحال يحتم علينا قول الحقيقة عذراً لهذه المقدمة في بداية مقالي هذا وأتوجه به إلى القادة السياسيين الانبارين … المواطن في الانبار اليوم غير مهموم لمن يكون محافظ ويصاب في حيرة من هذا الأمر في هذه الأيام فتداعيات مثل هكذا امور لم يصب الشارع الانباري بشيء لان اهلكم الانباريون اليوم مهمومون بالعديد من المشاكل الداخلية التي وضعت بداخل منازلهم وان هذه الاجتماعات لم تختلف عن اللقاءات السابقة فعامل الخلاف والاختلاف بين الحكماء والحكام سواء كان منهم أعضاء مجلس النواب القديم أو الجديد في الداخل أو في الخارج او اعضاء مجلس الانبار المحلي … فأن مكان الاجتماعات تعقد فيه عدد من المؤتمرات و اللقاءات وحتى يومنا هذا والخلاف لا يبارح طاولات مثل هكذا لقاءات وكانت النتائج تخرج ( اتفقنا على أن لا نتفق ) فبغض النظر عن الأسباب الحقيقية لعقد هذا اللقاء المهم الذي جاء بإرادة الاحزاب والمصالح والمنافع  وعن النتائج التي تتمخض عنها وان كانت مكشوفة إعلامياً ودولياً لا تحتاج إلى تعليق والمستقبل أمامنا … أما كان الأجدر بالساسة الانباريين أن يجدوا حلولاً واضحة تقنع الشارع ( الانباري )  المثقل بالهموم البائسة الآن ؟
 وأهمها امن المحافظة … والأغرب من هذا أن هذا اللقاء بشأن مشاكل العراق وان الشعب الانباري … يتملك مشاعر الخيبة والفشل في القضية لان عقد الاجتماعات في هذه الأيام لم يتحقق منها شيء يهم الشعب العراقي … وهنالك اجتماعات مستمرة للقادة السياسيين في دول الجوار وفي عدد من المنتجعات العربية … لان عقد هذه اللقاءات في المنتجعات لتهدئة الخواطر وراحة الأعصاب ويبدو أن الأماكن السياحية هو المكان الأمثل الذي يلجأ إليه الحكام المنهمكون فهذه ليست المرة الأولي والأخيرة فالقمم واللقاءات التي تقام في هذا المكان وان كانت كبيرة أو صغيرة فهذا المكان كما يبدو كفيل بأن تلين فيه القلوب وتطيب النفوس … وربما غنت فتصبح الأنامل جاهزة وأكثر رقة في التوقيع على الأوراق الناعمة فربما أن رؤية البحر هناك تنسيهم بحار الدم التي تسيل في الرمادي وحديثة والفلوجة وهيت والقائم وغيرها من مناطق ومدن الانبار الاخرى … وعدد كبير من مناطق المعمورة وربما أن الهواء النقي هنالك ينسيهم مشاكل قضية   المهجرين الذين تجاوز عددهم ( ملون ونصف مليون ) مواطن وإشعال حرب جديدة والسجالات الطائفية بين المكونات السياسية الانبارية … وربما هذه المشاهد تنسيهم المشاهد المأساوية لجميع الانبارين … أن حديقة الأمن اليوم في الانبار تنمو وتزدهر بأغصان هذا الشعب المتنوع أذا كانت هنالك عدالة حقيقية تتوزع على الجميع دون الرجوع إلى الحقبة الزمنية الماضية أملنا الوحيد وكل من يعتدى على الأمل يعتدى على الحياة , ويشوه الإنسان ، وكل من يشوه الحقيقة لكي يشن حرباً باسم ( الدين ) نقتل ونشرد ونذبح ونجتث ونقصي ونهجر ونبعد وندمر ونهدم باسم الدين السياسي ، فهذه الحرب وان تكن لأجل البقاء ولأجل الحياة فأنها تلحق اشد الضرر بالشعب وتخدم ( الاعداء ) ومن يساعدهم وتحميهم  , في الوقت ذاته تمزق القلب الواحد وتدمر حضارة لها أسماؤها وبناتها دفعنا دماء كثيرة لكي تدوم وتبقي بين سائر الأمم مرفوعة عالية … واليوم الحضارة ( الانبارية ) أمام امتحان صعب يجب على السياسيين سير في الخطوات التالية …
اولاً .. التضامن بين أفراد الشعب ليكونوا يداً واحدة تضرب بقوة بدل أن نضرب بعضنا بعضا  هذا هو الواقع الناجز الذي يدمر الأعداء ,
ثانياً .. التضامن بين العلماء والمفكرين والسياسيين تحت مظلة العراق الواحد لخدمة البلد والشعب ورعاية مصالحه والحفاظ على ثرواته بعيدا عن المحاصة ,
ثالثا .. الإسراع بجلاء أعداء العراق أذا ما اكتملت هذه العوامل وتلاحم الكل لأجل الكل ,
 فأننا سوف ننعم بسلام وامن واستقرار يضمن لجميع طوائف الشعب العراقي العيش بحرية وعدالة تامة دون شرط أو قيد , ولا وصاية من احد صغير ولا كبير قدموها للشعب حتى تبقي الثقة موجودة ومتواصلة بين جميع الأطراف وكان للدور الإعلامي كلمة الفصل في هذه المناسبة وهي صاحبة الحظ الأوفر لكسب المواطن الانباري البسيط وهذا ما لاحظناه من خلال استطلاع أراء الشارع الانباري .