19 ديسمبر، 2024 12:39 ص

“نصائح” المستشار والقمقم

“نصائح” المستشار والقمقم

بعض مواقف وتذاكي المسؤولين ان صحت تسميتهم، تجبرك على الضحك حتى انقطاع النفس على الرغم من مرارتها وسوء اختيارهم لتوقيتات عرضها، وخاصة حينما تكون على طريقة (غراب يقول لغراب: وجهك اسود)، عن نفسي لم أفاجأ كثيرا حينما شاهدت مقطع فيديو لمستشار الأمن الوطني السابق موفق الربيعي الذي يبدو من خلال ارتباكه في بعض الكلمات وطريقة وقوفه التي تتغير بين جملة واخرى ان المقطع مصور بهاتفه الشخصي وما يقرأه مكتوب أمامه بورقة على الرغم من أن طوله اقل من اربع دقائق، الربيعي خصص كلامه لمهاجمة وزير الخارجية ابراهيم الجعفري الذي لا يختلف عنه كثيرا، غير ان صاحب القمقم يجيد استخدام المصطلحات التي لا يفهمها المواطن العراقي وحتى الراسخون في علم اللغة، لكن كان على الربيعي ان يوضح قبل إعطائنا دروسا باختيار الأشخاص المناسبين، اين كان قبل سنة او ستة اشهر عالاقل ليفضح رفيق النضال بهذه الطريقة.

حديث الربيعي أعاد الى ذاكرتي ماصرح به الخبير الأمني والسياسي المخضرم قبل اكثر من سبعة اشهر حينما تحدث عن إنجازات الحكومات المتعاقبة منذ وصوله والجعفري الى بغداد، وكيف اصبح المواطن العراقي يمتلك ثلاثة هواتف وتلفاز في كل غرفة من منزله، وضرب حينها مثلا بمدينة الصدر التي تعد من أفقر مناطق بغداد وهي حقيقة لا تحتاج لإثباتات، حينها ادركت ان الربيعي مصاب بفقدان الذاكرة او “متلازمة داون” التي تحتاج للعلاج منذ الطفولة، وليس الجعفري الذي لا يحتاج لشهادة طبية تثبت مايعانيه فالرجل مواقفه معروفة وبالصوت والصورة من الكونفوشيوسية والقمقم مرورا بسرجون الاكدي، حتى تمنياته الموفقية للرئيس الراحل جلال الطالباني، لكن ان يصبح من فشل بإدارة اكبر جهاز امني لعد سنوات وساهم بإراقة دماء الآلاف من الابرياء، ومن استغل نفوذه لسرقة أموال ومخصصات الموظفين في مستشارية الأمن الوطني وحولها باسم شقيقه الذي هرب الى لندن، ناصحا للشعب العراقي وخبيرا بتشخيص الأمراض يحتاج لوقفة نعيد فيها الحسابات عن حجم استخفاف الربيعي ومن على شاكلته بعقلية المواطن، واستعداده لاستبدال جلده مع اقتراب موسم الانتخابات.

سيادة المستشار السابق هل تعلم ان المواطن المغلوب على أمره لن ينسى انجازاتكم خلال السنوات الماضية وماقدمتموه من خدمات كبيرة والتي لا تحتاج لدعاية انتخابية، فالاستقرار الأمني اصبح مضربا للأمثال وأما الكهرباء فلساني يعجز عن وصف نعيمها، وحين تسألني عن الفقراء وعوائل الشهداء ستجد الإجابة عندهم فجميعهم أصبحوا من اصحاب الأموال ويقضون صيفهم في تركيا او لبنان، والمفاجاة الاخرى بان مصطلح العاطلين عن العمل لم يعد له وجود، فجميع مشاكلنا تجاوزناها بسبب سياستكم الحكمية وخططكم الناجحة التي ستكون دروسا وخارطة طريق للاجيال القادمة، نعم سيادة النائب لم تعد لدينا اي هموم وننتظر الاستماع لارشاداتكم وتوجيهاتكم التي نحتاجها بين فترة واخرى، لكني نسيت ان اخبرك بان الشرف لا يباع بالأسواق وان الخجل اصبح سلعة نادرة لدى امثالك من السياسيين، وأخيرا اقولها لك ناصحا،، لا تجهد نفسك بالدعايات وشتم الآخرين، “فالمجرب لايجرب”.