17 نوفمبر، 2024 10:00 م
Search
Close this search box.

نشوء الحركات الاصولية .. .. .. وزوالها

نشوء الحركات الاصولية .. .. .. وزوالها

ادى سقوط وتفتت الاتحاد السوفياتي الى شبه صدمة في العالم نتج عنه فراغ فكري بسقوط الشيوعية التي كانت تمثلها هذه الدولة العظيمة . كما ادى احتلال العراق وسقوط حزب البعث الى فشل الفكر القومي العربي الذي كان سائدا في اذهان كثير من الناس لحقبة طويلة من الزمن . ونتيجة لهذا وذاك نشأ فراغ فكري وايدييولوجي في العالم ، وعلى الاخص في منطقة الشرق الاوسط او العالم العربي .ولما كانت طبيعة الاشياء لا تقبل الفراغ فأنه قد تم ملئ هذا الفراغ بالفكر الاسلامي الاصولي الذي كان موجودا اصلا في الظل . يضاف الى هذا التطور السريع في مجال الاتصالات من الانترنيت والفيس بوك والتويتر والواتساب . اضافة الى التوسع في انتشار الفضائيات التي كانت محجوبة في كثير من الدول العربية. ، وما نتج عن ذلك من تسرب الفكر الغربي الليبرالي الى الدول العربية المحافظة وخصوصا تسرب العلاقات الجنسية والانفتاح بين الرجال والنساء وقد ظهر ذلك جليا في الافلام والبرامج والمحطات الفضائية وعلى اليوتيوب … فانبرت الاطراف المحافظة والتقليدية للظهور بشكل كبير ، واحيانا عنيف وذلك خشية فقدان المواقع الاجتماعية والسياسية لهذه الجماعات والاطراف المحافظة . فحصل صدام بين الفكر التجديدي الغامض وبين الفكر التقليدي الذي كان سائدا لعشرات السنين وبأسس قديمة تمتد الى مئات السنين نتيجة الاحتلال العثماني طويل الامد للدول العربية، فنشأ فكر اصولي جديد على انقاض الفكر الاصولي القديم . وقد تميز هذا الفكر الاصولي الجديد بأفكار ومفاهيم قديمة جديدة واتخذ طابع عنيف نتيجة ظهور النظرية الامريكية في العنف والصدمة فأنتشرت هذه الظاهرة بعد الاحتلال الاخير للعراق ونتيجة للتأثير الكبير على البيئة الاجتماعية العربية ولشعور القوى التقليدية بالخطر المحدق بها والذي اثر بها تاثيرا مهددا لوجودها فأصبح الموضوع وكأنه الفرصة الاخيرة لاعادة الاوضاع عما كانت عليه والحفاظ على المكاسب والامتيازات المهددة بالزوال . وقد رافق هذا كله نزاع جديد بين طموحات احياء الامبراطورية الفارسية والامبراطورية العثمانية او الامبراطوريات الاخوانية الاسلامية الطموحة … وذلك كله لملء الفراغ الفكري والسياسي والحضاري الذي نشأ نتيجة المعطيات التي اشرنا اليها سابقا. ، فأتخذ هذا الصراع الجديد منحا عنيفا ويزداد عنفا كلما اشتدت مخاطر الزوال والحرمان من الامتيازات والمكاسب اضافة الى السلطة والثروة.. وقد فات على المتصارعين انهم يتصارعون على ارث قديم ، وان النصر لن يكون لاي طرف من هذه الاطراف المتصارعة لانها جميعا اطرافا تمثل الامتداد القديم للفكر التقليدي المحافظ الذي فشل في الاستمرار بالسيطرة على النفوذ والثروة . وان الديالكتيكيةالتاريخية تحتم سقوط هذا النموذج الذي لم يستطع مواكبة الفكر التقدمي الحر …وان ما نراه الان من جماهير غفيرة تحتشد تحت راية هذا الطرف او ذاك ما هي الا جماهير مخدوعة بشعارات دينية متخلفة ومغلقة ،وهي تمثل تكرارا بطرق مختلفة للصراعات القديمة . وان كبار السن منهم سيكونون وقودا لهذه الصراعات. ،. اما صغار السن والاجيال الجديدة فستتخذ منحا اخر جديد ومغاير لمنحى ابائهم البائدين . وان ظهر فكر سياسي او وطني او اقتصادي او ثقافي جديد فأنه سيسرع بخلق هذا الجيل الجديد الذي سيقوم ببناء امم جديدة على انقاض الامم الزائلة نتيجة الصراعات الدامية التي لن تدوم طويلا والتي سيكون على يديها انهاء الاحقاب التقليدية والمحافظة الى الابد .

أحدث المقالات