نعيش في هذه الايام ذكرى استشهاد الامام موسى بن جعفر (ع). وفي غضون هذه الايام تعج بغداد بالزائرين من كل حدب وصوب , طالبين الفضل في ذلك وقضاء الحاجات التي يرومون تحقيقها لانه ينقل كثيراً في الاحاديث ان قاضي الحاجات وباب الحوائج هو الكاظم ابا الجوادين(ع) استناداً الى روايات عدة تذكر في كتب التأريخ منها مارواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد قول الحسن بن ابراهيم ابا علي الخلال : ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر عليه السلام فتوسلت به إلاّ سهل الله تعالى لي ما أُحب . وكذلك قول احد الشعراء :
لقدسك يا باب الحوائج باب .. جثت عنده للطالبين رِغاب
يمر عليه المستحيل فينثني .. إلى ممكنٍ يدعى به فيجاب
مناهل ريا عند باب ابن جعفرٍ .. تفيض عطاءً للذين أنابوا
وهذه القضية رسخت في الموروث الشعبي العراقي اذ تجد الانسان العراقي وخصوصاً ابن بغداد, اذا رأى اي ملمة تضايقه سرعان مايذهب الى الكاظم ليشكو له ويدعو الله ان يستجيب له بحق هذا الرجل العظيم . وتجد اعتقاد عالق في اذهانهم اذ انهم يخصصون ايام لقضاء الحاجات فيوم الاربعاء والسبت هي لقضاء الحاجات, فما زلت اذكر والدتي التي كانت اذا حدث لنا مكروه تذهب في كل سبت الى ان يصبح العدد 6 وحينما تقضي حاجتها تذهب للمرة السابعة.. وهكذا فان اغلب العراقيين سيما اهل بغداد يبثون شكواهم الى الكاظم (ع) . وبمناسبة هذه الذكرى, ها انا ارفع شكواي كما يفعل ابناء وطني وابثها الى موسى بن جعفر (ع) واقول له : ياسيدي يا ابا الرضا اننا نعيش في دوامة قتل لاتكاد تنتهي , انهكت قوانا واخذت شبابنا واطفالنا ونسائنا وشيوخنا .. اننا نعيش في بلد لايعبأ بموتنا المتكرر ولايهتم لدمائنا التي لم تقف ولو ليوم واحد .. ياسيدي ان بغداد مكان رقودك, ومكان سجنك اصبحت سجناً علينا وكل خارج منا يكتب وصيته ويبقى يحدق بوجوه عائلته كي يودعهم خفية .. يا امير الزعامات الهاشمية، وياملك محافل الدعاء الرباني ان بغداد اصبحت ملاذاً للقتل والتفجير والارهاب والدماء التي تجري كالانهار, اين ذهبت عنها وأنت حاميها كما يقولون اهلها .. ايها المعذب في قعر السجون المؤلمة, وغياهب المطامير المخيفة, اننا نشكوا اليك ياسيدي, انين الثكالى, وبكاء الايتام المتفشي في بلادنا, وانتم تعشقون الايتام ولاتتحملون رؤيتهم . وهم كثرٌ في بلادنا ولايوجد رجلٌ مثلكم ولا مثل جدكم ابي الايتام علي بن ابي طالب!. نشكوا اليك ياسيدي كثرة الساسة المدعين باسمكم وهم يعيشون عيشة هارون, وكذلك انهم فرحين بصراع السياسية الذي اودى بنا الى الهاوية, انهم يدعون الزهد والتقوى والولاء لجدكم ابي الحسنين ويسكنون الدور المزخرفة خلف اسوار لايصلها الا الراسخون في المناصب!. ياسيدي يا أيها الغريب انني اشكو اليك شعورنا بالغربة داخل بيوتنا وأوطاننا, احساسنا بالذل والهوان بين اهلنا, اننا نعيش في غربة قاتلة حيث لاننتمي الى عشائر وعوائل المسؤولين لاننا فقراء و «مكَاريد «.. ياسيدي.. ياكاظم الغيض ان الجراحات التي المّت بنا خلال هذه الاعوام العجاف كثيرة جداً ونكاد نموت من شدة وطأتها ولا من منقذ يخلصنا ولم يبقى لنا بصيص امل الا الله وانتم.. يا ابا ابراهيم ماذا عساي ان اقول لك وانا يعتصرني الالم لشدة الحزن والهموم الملقاة على اهلي العراقيين, اننا نسألك ان تسأل الله وترجوه ان يخلصنا من هذه الالام العاصفة التي اودت بحياتنا .. ياسيدي يا ابا الجواد انني كنت اسمع والدتي تقول ان من يذهب الى الكاظم سائلا حاجة تقضى حاجته وها انا استخدم ذات الاسلوب لعلك تخلصنا من هذا الآلم الذي يحيط بنا من كل جانب في هذا البلد . لاننا نمسي ونصبح لانعيش حياة انسانية هادئة .. ياسيدي ياسليل النبوة ها انا اكتب رسالتي ودموعي تنهمر ولا اعتقد انك تتجاهلها لانك لست سياسياً وانك تحب المظلومين والفقراء من امثالي .