18 ديسمبر، 2024 7:05 م

نسيج الغرب لباس العرب

نسيج الغرب لباس العرب

انتهت الحرب العالمية الثانية عام 1945م بأنتصار دول الحلفاء وهزيمت دول المحور، وهي من الحروب الشمولية وأكثر كلفةً في تاريخ البشرية، شارك فيها (100) مليون جندي، وقتل فيها ما بين (50 ــ 85 ) مليون عسكري ومدني، اي ما يعادل 2.5 %  من حجم سكان العالم حينها، غيرت الحرب الخارطة السياسية والعسكرية وحتى البنية الاجتماعية للعالم ، بأنتهائها تم انشاء الامم المتحدة واصبحت الدول المنتصرة اعضاء دائميين في مجلس الامن، فيما برزت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي كقوى عظمى .
بعد ان أسست بريطانيا نظاماً لاسرائيل في فلسطين، احتضنتها امريكا واصبحت البنت المدلله لديها، فهل ما يحصل في البلاد العربية من تغييرات وفوضى هي دوافع الشعوب الذاتية ام ارادة اليهود والدول الكبرى ؟
لا شك ان حركات التحرر التي حدثت في دول العالم الثالث آثناء توازن القوى في العالم لا تشبه فوضى الربيع العربي المزعوم، في ظل هيمنة القطب الواحد، بل هي خطط مدبرة من نسيج الغرب وبتنفيذ العرب، لتطويق العالم الاسلامي وتحطيم القوى البارزة فيه، وأن الحروب التي يخوضها الحلفاء اليوم هي ليست كالحروب الكلاسيكية المعروفة، وأنما حرب الافكار والتخطيط والتمويل بأستخدام اراضي وموارد الغير، ونستطيع القول ان الحلفاء يريدون تغيير الخارطة السياسية للمنطقة العربية وبالتحديد المجاورة لاسرائيل بهدف الحفاظ على آمنها، والسيطرة على الموارد، ويتضح ذلك من خلال الاضطراب وفقدان التوازن في البلدان العربية، اما زعزعة الآمن في العراق ففيه فصول والاهم هو الدور الامريكي المزدوج في التعامل مع قضايا المنطقة ذات التأثير المباشر على المجتمع العراقي، مثل تزويد المعارضة السورية بالاسلحة وهي تعلم علم اليقين ان قسم منها سيتم استعماله في العراق، لكون هذه الجماعات لها امتدادات في عدة مناطق، مع فقدان الامن يكون تأثيرها كبير على المجتمع العراقي .
 ان حرب سوريا يجب ان تستمر في المنظور الغربي والصهيوني حتى يتم سحق كل الاطراف، فالدول المجاورة لاسرائيل من اهم دول الوشاح العربي التي كانت تمتلك جيوش قوية، واليوم تتقاتل بطريقتهم المرسومة (حرب الوكالة والحرب الاهلية) . 
مما تقدم يبدو أن اسرائيل اصبحت القوة الكبيرة في المنطقة، وحدودها آمنة بدرجة عالية، والحزام العربي يعاني من تشرذم وتجاذب طائفي خطير، وأن الولاء والانتماء الوطني اصبح ضعيف، اما الحكومات الجديدة فهي هشة وفشلت في تغذية الشعوب بمفهوم الديمقراطية الحديثة بالمفهوم الغربي، بالاضافة الى ان العرب على اعتاب خارطة سياسية واجتماعية جديدة وضعها الغرب لتأمين عدة اهداف بنفس الوقت .