23 ديسمبر، 2024 11:44 ص

نسكن في وطن يغطيه الظلام

نسكن في وطن يغطيه الظلام

 نسكن  في وطن كل يوم يبتلى بداء، فمتى نكتشف الدواء؟ يقال الوقاية خير من العلاج، ومعرفة الداء نصف الدواء، ومن يبحث عن الحقيقة يبصر نورها، وما كان الله معذباً حتى يبعث رسولا، ومن يقف فوق الجبل يرى ما خلف التل، ومن يدور حول نفسه لا يسمع سوى صدى صوته، يترنح  ويقف ويشعر بالعالم الواقف يدور!
من يشعر التناقضات، يسعى الى الصراعات،  وفي غيابها  يوهم في نفسه افتراضها.
سؤال يدور في الأذهان، هل إلتصق أسم العراق بالعراك، وتجاوز المعارك لندخل في الحروب، بلا فطنة ولا دهاء ولا ذكاء، من يدعي إنه قائدها يملك زمام المبادرة، يختار الزمان والمكان ونوع الهدف، والفريسة دائما في حالة هروب، كلما ألتفتت الى الوراء أضاعت من وقت تقدمها، يتنظر متى ينتقض عليها، وكيف يكون رد  الضربات، مرة يضرب الصدر، وأخرى في  البطن او الرجل، والأصعب حينما تصاب العيون، وتسلسلم للإفتراس.
أصعب شيء حينما تستلم الضحية للجلاد، وترفع الخيمة عن أبناء وطن ثائر ضد العبودية، فالثوار لا يغادرون المعارك، ومن سير الى الحرب دفاعاً عن حق لا يفكر بالرجوع، وعشرة سنوات تكفي لك بأن تحتل العالم، وتناطح السحاب بالأبراج،  وتبني ما حطم في القرون الماضية، لا أن تتراكم الثروات عند الخارج، وشعب الداخل يتضور جوعاً، وما أكثر من إجتمعوا على تشريع سرقة و إفقار المواطن وإذلاله،  وتقديم ابنائه فريسة للوحوش؛ متى تكون الوطنية نقاء وبناء، لا يخالطها المكر والدهاء؟ يقاسمونا   مثل كعكة تختزن في الكروش، يحسبونا رقماً يتسلقون به على الرقاب، ويحجبون الأمل القريب من العيون.
 الوقوف  خير من الهرولة الى الوراء، وصاحب الحق يُملي ولا يُمْلى عليه.
من ترك الوقاية يحتاج الى العلاج، ومن يؤخر العلاج لا ينفعه الدواء، ومن لا يسمع صوت رسول الوطن، يسير على خطى الشياطين، يعرف بنفسه فاقد للصواب، تقودة  الى شماعة تعليق الخطايا والضحايا، متسارع الإنحدار في الهاوية الظلماء، لا يعرف التاريخ له مكان. مَنْ  يقف وادي يرى من في القمم صغار، ويتصاغرون كلما ارتفعوا أكثر وهو دائم الإنحدار؛ لكننا نسكن في هذا الوطن،  يسكن في قلوبنا وإن  تلبدت أجواءه بالظلام.