23 ديسمبر، 2024 6:26 م

نسف الحرمين الشريفين؟

نسف الحرمين الشريفين؟

غيرّت من مخططها الإجرامي، ولم تلغّهِ، مجاميع إرهابية (إيرانية) إستنجدت بشريكتها التخريبية- القاعدية والمذهبية (عربيةً وأجنبية وخليجية) للقيام بأعمال شغب خلال موسم (الحّج) المقبل. بفعل توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك “عبدالله بن عبدالعزيز” دعوات ملكية رسمية لزعامات هذه المجاميع- روحياً ودينياً وسياسياً وأمنياً-. ولاتقل قائمة الـ300 شخصية الرسمية التي فوجئت بتلقي الدعوات لأداء مناسك الحج بضيافة الملك وعلى نفقته، عن مدير عام في جهاز أمني أو مؤسسة مصرفية، يتقدمها الرئيس الإيراني “حسن روحاني”، غالبيتهم “مشترك، متستر، مُطّلع” على تفاصيل المؤامرة، ولم يبلغ عنها.
هيئة الإفتاء الديني السعودية وافقت على توجيه دعوات الملك بعد رفضها في بادئ الأمر لأسباب دينية، تتعلق بكون أن من يحق له دعوة المسلمين للحج هو الذات الإلهية (الخالق) وليس (المخلوق) حتى لو كان ملكاً. لكنها أوطِرَت باجتهاد ديني لدرء المفاسد والفتن عن أرض المملكة والحرمين الشريفين. وحينها سيكون الضيوف الفتنويين في حرج وشهوداً على جرائمهم وخلاياهم الفاعلة والنائمة في الخليج العربي عموماً والمملكة خصوصاً. وقد يوقفون تنفيذ المخطط، أو يرجئونه لـ”موسمٍ- توقيت- مكان” أسهلُ إستمكاناً. 
 قيادة المملكة إتخذت كافة إحتياطاتها وتدابيرها الأمنية المشددة. وأخضعت قواتها المسلحة وسفاراتها وبعثاتها في الخارج لحالة إستنفار قصوى. كما أخضعت “شخوص مشكوك بهم” دبلوماسيين وعمالة وطلبة مبتعثين إلى المملكة- عرب وأجانب- لبرنامج مراقبة تكنلوجية وميدانية ومصرفية مستمر. كما قطعت إجازات منسوبي القوات المسلحة السعودية والدبلوماسيين في الخارج لحين جلاء موسم الحج. وفتحت فضاء المملكة أمام المراقبة الفضائية والألكترونية الجوية أمام طائرات (الأواكس، والمناطيد العائمة في الفضاء) وأخضعت جميع مداخل ومخارج المملكة- البرية والبحرية والجوية، وكذلك المطارات والموانئ وشركات الإتصال وأجهزة الحجيج- السعوديين والوافدين- المحمولة وتلك التي تستخدم البرامج الذكية لمراقبة وتشويش وقطع ومداخلة وتعطيل وتسجيل وتصوير على مدار الساعة. لمنع أي طارئ أمني. كما أصدر وزير الداخلية الأمير “محمد بن نايف” المسؤول الأمني الأول عن ملف الحج، أمراً مشدداً متبوع بحساب أشد لكل من يخالف تعليمات الداخلية وأجهزتها المسؤولة عن أمن الحجيج والحرمين الشريفين، ويقوم بإدخال أو إستخدام (الغاز النفطي) القابل للإنفجار السريع، والذي تستخدمه المليشيات والخلايا الإرهابية لضرب رجال الشرطة خلال الإعتصامات، أو لضرب التجمعات الشعبية والأهداف الحكومية، لتأثيره القاتل حرقاً واختناقاً. والذي إستخدمه حجيج الحرس الثوري الإيراني خلال موسم حج 1987 والذي ذهب ضحيته قرابة (ألف) حاج بين شهيدٍ وجريح. كما صدرت أوامر مشددة من القيادة السعودية حذرت فيها من مغبة (تسييس موسم الحج) عبر إطلاق الفقاعات الأمنية، والشعارات السياسية والتكفيرية والطائفية، أو تنظيم وإرغام الحجيج- ذكور وإناث- للخروج بتظاهرة مدفوعة الثمن سلفاً لأسبابٍ معلومة.
على ضوء هذه الحملة الأمنية المشددة، التي يتخللها وضع كل حاج محلي أو وافد، تحت مراقبة “لصيق أمني” بصفة حاج. لغرض تفويت الفرصة على الإرهابيين الذين لن يمتنعوا عن إستهداف “بيت الله الحرام” وماحوله من مقدسات. أصدر مسئولين وتيارات دينية وسياسية تلقت دعوة الملك السعودي، توجيهاً سرياً دعوا فيه جميع أنصارهم إلى الامتناع عن أداء فريضة الحج لهذا العام فقط. وقد بررت هذه الأطراف قيادة  دعوتها التحذيرية هذه، بأن هنالك عناصر وخلايا إيرانية الهوى والتبعية والولاء- عربية وأجنبية- تم تزويدها بآليات تخريب ودعوات تحريض خلال موسم الحج ولا تريد لجماعاتها أن تشكل غطاء للتسلل. وكانت معلومات أجهزة أمن دولة عربية أبلغت أجهزة المملكة، مشيرةً إلى أن قياديين مليشياتيين موالين لطهران، قد إستجابوا لدعوة القيادة الدينية والسياسية الإيرانية إلى إثبات الوجود في موسم الحج هذا العام تأكيداً لقدرة إيران على زعزعة الأمن في رسالة منها إلى السعودية لمنعها من ممارسة دورها العربي والإسلامي على امتداد الشرق الأوسط. يذكر أن السياسة الإيرانية تمارس سياسة إقليمية نشطة تستخدم فيها أدوات شيعية وأُخرى قاعدية تمت برمجتها وتنظيمها لإثارة القلاقل والفوضى، تأكيداً لدور إيران وحماية لها من الضغوط الخارجية التي تستهدف برنامجها النووي وحلفاءها في المنطقة.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ
صدق الله العظيم