23 ديسمبر، 2024 1:49 م

نسخة منه الى لجنة اللغة العربية

نسخة منه الى لجنة اللغة العربية

المعلم الماهر هو الذي يجعل من درس قواعد اللغة العربية، درساً للبهجة، والتفكه، والسرور، والشوق، والإرتياح، مع التدرج في إستنباط القواعد النحوية، دون أي مدعاة للنفور والإرباك، مما يدفعهم الى كراهية الدرس، كما أن القاعدة النحوية وسيلة لضبط الكلام، وصحة النطق ورسم الكتابة، معتمدين على طريقة النص والأمثلة لتقديم الموضوعات، بحيث لا يشق على التلاميذ السير في مناقشة، وحل التمرينات الورادة فيه، أليس ذلك ما ورد في مقدمة كتاب قواعد اللغة العربية، للصف السادس الإبتدائي؟!
لستُ ممَنْ يدعي الأعلمية، ولستُ من أحفاد أبي الأسود الدؤلي، أو الفراهيدي، أو سيبويه، لكني ألتزم بما توردونه لنا، من توصيات وتوجيهات، بضرورة إعتماد الأمثلة، والنصوص، والتمرينات الواردة في الكتاب المنهجي، خاصة وأن هناك موضوعات متداخلة جداً في هذه المرحلة، أمثال:(أنواع المعارف، وأنواع الجمع، وأنواع المفاعيل، والأسماء الخمسة، والأفعال الخمسة، ونائب الفاعل، وإعراب الفعل المضارع)، وهذه بمجملها تمر بالحالات الإعرابية:(الرفع، والنصب، والجر، والجزم)،ولكن ما الداعي من وجود جمل خارجية، في أسئلة اللغة العربية لهذا العام؟!
أساتذتي الكرام:أورد الجمل الورادة في أسئلة مادة القواعد، لتلاميذ الصف السادس الإبتدائي، وبدرجة حرارة( 39 مئوية)،مع عدم وجود أجهزة تبريد، بالمعنى الحديث في القاعات الدراسية، وظروف إستثنائية يعيشها البلد بصورة عامة، وهذه الجمل لم ترد في الكتاب المنهجي أصلاً،(كأنَّ أوراقَ النباتِ رئةُ إنسانٍ)،و(ذي الفضل، وذو الفضل، وذا الفضل)،و(نحبُّ الوطنَ ونضحي من أجلهِ)،و(أنتِ تكرمينَ الضيفَ)،و(الذهبُ كثيرٌ لكنَّ سعرَهُ غالٍ)،و(الجمل الورادة عن سؤال ظرفي الزمان والمكان)،و( كرمَّتِ الحكومةُ أبناءَ الشهداءِ)،و(أنشدَتِ الطالبةُ قصيدةً رائعةً)،و(التلاميذُ مولعونَ بالحاسوبِ)،و(يعينُ الأغنياءُ المحتاجينَ).
هناك كثير من التمرينات، تم تجاهلها في الإمتحان الوزاري لهذا العام، مثل أنواع المعارف والصفة، وغيرها من صيغ الأسئلة الورادة في الكتاب، ثم أن العبارات المنتقاة للإنشاء ليست قوية، ليعرف التلاميذ أي موضوع يخصها، فقد باتت المحادثة والتعبير الكتابي، مندمجة مع موضوعات التعبير، التي تكاد تكون غير واضحة، فلكل معلمة أسلوبها الخاص بكتابة التعبير المناسب، وهذا يربك حتى واضعي الإجابة النموذجية بنهاية السنة، فهلا تمعنتم أكثر؟مع العلم بأن طبعات كتاب القواعد، وردت فيها إختلافات كثيرة.
دعوة الى لجنة اللغة العربية الموقرة، بأن يتم مراجعة الطبعات الموزعة على التلاميذ، وإرسال أي تعديلات جديدة على الجمل، وبمختلف الموضوعات الى المدارس، لتعميمها على معلمى اللغة العربية، ليقوموا بتوضيحها، وإضافتها الى بقية الجمل ولكافة الموضوعات، وهذا ينطبق أيضاً على مادة القراءة العربية، حيث يتم توزيع طبعات قديمة، فيجب مراعاة هذه الأمور وغيرها، وبما أن الإمتحان النهائي قد تم في موعده ولله الحمد، فالمراد من لجان الفحص والتدقيق، مراعاة ما ذكرنا والله من وراء القصد.