أول رجل في قائمة التأريخ وأعظمهم، تمكن من قيادة أمة، مع أن قومه حاربوه بكل الوسائل، ولكنه عقد أعظم تسوية تأريخية، مكنته من بناء دولة إسلامية، مركزية، موحدة، ومتماسكة، تتعايش بمفهوم الإخوة الدينية والإنسانية على حد سواء، ولقد غير أحداث التاريخ، وما يذكره المؤرخون، من أن العظماء يظهرون في المراكز الحضارية المعروفة، لكنه النبي محمد (صلواته تعالى عليه)، كان الوحيد الذي خرج من الصحراء الجرداء، وخلق من البسطاء قوة هائلة، ولنسأل أنفسنا: ما الأمور التي قام هذا الرجل، الصادق الأمين الكريم؟أقدم النبي (صلواته تعالى عليه وعلى آله)، تحقيق ثلاث قضايا كبرى، أولها: بناء المسجد ليكون مقراً للحكم، وثانيها: المؤاخاة لتفعيل رابطة الإخوة، وثالثها: إقرار الدستور لتنظيم العلاقات بين المهاجرين، والأنصار، واليهود.إتصفت سياسته (صلواته تعالى عليه وعلى أله) بالحكمة والتدبر في قيادته للجماعة الصالحة، وكيف كسب الآخرين، وحقق بمرور الزمن انتصارات كبيرة للمسلمين، وإمتازت سياسته بمراعاة ما يلي: توحيد المسلمين ضد المشركين بفئاتهم المختلفة، وتحسين الحالة الإقتصادية للدولة، وزيادة مركزيتها، والسيطرة على حركة أعدائه، وإثبات قوة الدولة بالسلطة، والقانون، والدستور، وإشاعة ثقافة التسامح في المجتمع الإسلامي. السلوك الذي إنتهجه نبي الرحمة، مع أبناء الطلقاء بعد فتح مكة، وكذلك مع اليهود، وإنفتاحه على العالم، وتكامل بناء السلطة التشريعية، والتنفيذية، والقضائية، وتحقيق الجانب الأمني للحياة، وسيادة النظام، والمساواة، والتكافل، والعدل، مع الحفاظ على الحريات الشخصية والدينية، شرط عدم الإضرار بالآخرين، كلها دروس تُدرس في السياسة، وهناك كثير من التفاصيل، التي تحتاج منا مئات المجلدات، لتكون منهاجاً نسير عليه، ونثبت للعالم أن دين الإسلام دين التسامح. إن عقد أعظم تسوية للتعايش السلمي، بين مكونات الشعب العراقي، خاصة في هذه المرحلة الحرجة، والاستعداد الكامل لمرحلة ما بعد داعش، فالرجل الذي ينجح بقيادة الدولة، بجانبيها الديني والدنيوي هو شخص عظيم، بكل ما تحمله العظمة من معان، وصاحب أكبر تأثير في التأريخ الإنساني، وإستحق ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين، ورسالته الإسلامية ختام الرسالات والأديان، ويكون قدوتنا التي لا نحيد عنها، مهما كانت الأسباب والأعذار والمعوقات.ما أحوجنا اليوم، الى هذه التسوية الكبيرة في عراقنا الصامد، ليتحقق السلم الأهلي والمجتمعي، ونؤكد على أن ما قدمه العالم والمفكر الأمريكي، مايكل هارت المتخصص في علم الفضاء، والذي قدم دراسته، حول أعظم شخصية في التاريخ الإنساني والبشرية جمعاء، مبتدئاً دراسته حول أسرار نجاح النبي في قيادة الأمة، بكلمة شهيرة للفيلسوف الإنكليزي، فرانسيس بيكون التي قال فيها: (القراءة تصنع الإنسان الكامل )، ونحن نقول لهما: كيف إذا كان هذا الإنسان، قد بدأ دعوته، ورسالته، ونبوته، بكلمة مقدسة واحدة، وهي (إقرأ) رغم أنه أُمي!ختاماً: نسخة منه الى ساسة العراق، الذين يبدعون في تسوياتهم التاريخية، لحفظ العراق أرضاً وعرضاً مع التقدير….