11 أبريل، 2024 8:58 ص
Search
Close this search box.

نسخة مصورة من الموت العراقي

Facebook
Twitter
LinkedIn

ليس بامكانك ان تتذكر شيئا
فالمدينة التي كنت تحلم بها
اغلقت ابوابها وانهارت احلامها
وسافرت محطاتها
لم يبق لك
الا ان تقطع الشوارع المجهولة
وتترك حقيبتك التي طالما رافقتك طويلا
في مدخل البار الذي اغلقته الشرطة
قبل عقد من الزمن
لقد تهدمت مئذنة الجامع الذي كان يستهويك النظر اليها
كلما ضاقت بك السبل
رغم انك لم تكن تصلي
النسوة المتشحات بالسواد
والاطفال المبتهجون
بالعيد الاخير
التهمت طفولتهم
ذاكرة الموت في شط دجلة
اصبحت الحياة في بلادي
مجرد معزوفة قصيرة
في مسرح متهالك طالما اسدلوا الستار
قبل ان يبداْ العازفون
بانهاء انشودة الحياة
لم يعد التلاميذ الى مدرستهم
في صباح اليوم التالي
هياكل الموت تتصدر عناوين الصحف
والمواقع الاخبارية في الانترنت
ليتك لم تبتهج
لان البهجة في بلادي
اصبحت طريقا سريعا للنهاية
فالموت العراقي
يتجول في الحدائق
يجلس معك على المصاطب
يدخل الى السوق
يسبح في النهر
يتنقل بين اواني الطعام
يقف مع المنتظرين في المحطات
ولكن ليس بامكانك ان تتذكر
لانك عدت بلا حقيبة
وبلا ذاكرة
بلا وطن

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب