22 ديسمبر، 2024 11:47 م

نسخة مصورة من الموت العراقي

نسخة مصورة من الموت العراقي

ليس بامكانك ان تتذكر شيئا
فالمدينة التي كنت تحلم بها
اغلقت ابوابها وانهارت احلامها
وسافرت محطاتها
لم يبق لك
الا ان تقطع الشوارع المجهولة
وتترك حقيبتك التي طالما رافقتك طويلا
في مدخل البار الذي اغلقته الشرطة
قبل عقد من الزمن
لقد تهدمت مئذنة الجامع الذي كان يستهويك النظر اليها
كلما ضاقت بك السبل
رغم انك لم تكن تصلي
النسوة المتشحات بالسواد
والاطفال المبتهجون
بالعيد الاخير
التهمت طفولتهم
ذاكرة الموت في شط دجلة
اصبحت الحياة في بلادي
مجرد معزوفة قصيرة
في مسرح متهالك طالما اسدلوا الستار
قبل ان يبداْ العازفون
بانهاء انشودة الحياة
لم يعد التلاميذ الى مدرستهم
في صباح اليوم التالي
هياكل الموت تتصدر عناوين الصحف
والمواقع الاخبارية في الانترنت
ليتك لم تبتهج
لان البهجة في بلادي
اصبحت طريقا سريعا للنهاية
فالموت العراقي
يتجول في الحدائق
يجلس معك على المصاطب
يدخل الى السوق
يسبح في النهر
يتنقل بين اواني الطعام
يقف مع المنتظرين في المحطات
ولكن ليس بامكانك ان تتذكر
لانك عدت بلا حقيبة
وبلا ذاكرة
بلا وطن