18 ديسمبر، 2024 5:53 م

الأوضاع، أخذت بالانحدار على مختلف الأصعدة وفي كل الميادين .
اقتصاديا”،  أسعار النفط، موغلة بالهبوط وصناعة وزراعة مغيبة تماما” .
عسكريا” ، سقوط الموصل، الأنبار، تكريت، اضافة الى وصول جيوش الظلام الى أطراف بغداد .
سياسيا”، العراق اصبح في شبه عزلة، السياسة الخارجية في سبات عميق .
ثقافيا” ، لاشيئ يذكر سوى مزيد من الخمول وفقدان الهوية .كل شيئ، اصبح موغل في الانحدار، الرجل، غير المناسب، دائما” وابدا” في المكان غير المناسب،
طالت اليالي السوداء، لا شمس قريبة تلوح في الأفق،
بر الامان، أخذ بالابتعاد، الى ان قارب على ان لا يرى بالعين المجردة.
هذا ماحدث، وكان يحدث، في ماض قريب،
 اخيرا” نسائم الإصلاح هبت، أخذت تداعب النفوس، قرر المخلصون ان ينتفضوا وان تكون لهم صرخة مدوية بوجه الفساد،تكاتفت الجهود وتبلورت الرؤى، أبصرت النور ،في محاولة لانقاذ ما يمكن انقاذة، فالوقت محدود والتركة ثقيلة ، وسنوات الفشل اخذت في طريقها الأخضر واليابس على حد سواء،
المواطن يترقب، شاخص البصر، نحو المخلصين لأنه، أصبح واضح للجميع انها الفرصة الاخيرة، اذا لم تتبدل الأوضاع وتصحح المسارات، إنتهى كل شيئ،ولأنهم انتهازيون، أخذوا يتفرقون من جمعهم المشؤوم، الذي أوصل العراق الى حافة الهاوية ، هذا حالهم في معسكرهم بعد أن ثار الأوفياء،فستبدل الانتهازيون جلودهم بغيرها، وعادوا يحاولون السيطرة من جديد، الا ان لا مكان لهم اليوم فلا مجال للعودة للوراء فنحن على حافة الهاوية بسوء عملهم ، 
هذا هو الصراع الدائم بين الخير والشر ، الصراع الأبدي،  رجال العراق قد تحملوا مسؤولياتهم وأخذوا المبادرة ، فمن دولة محطمة على شفير الهاوية بسبب قيادة تفردية، سلطوية، الى المشاركة بأروع صورها، حيث لكل مجتهد فيها نصيب، وزراء مهنيون شغلهم الشاغل خدمة البلد، سياسة حكيمة أنجبت رئيس وزراء من رحم التحالف الوطني، بعيد كل البعد عن سياسة ( بعد ما ننطيها ) يؤمن بالتداول السلمي للسلطة، يحترم المشاركين في الحكومة سلاحه خيمة التحالف الوطني،  هذا التحالف، الذي أريد له ان يؤد من قبل الانتهازين، لكن حالة كحال كل الابطال في الملاحم التاريخية الفذة، انتفض هذا التحالف ونفض عنه غبار السنين وتصدى لمسؤولياتة، وأعاد ترميم بيته الذي يرقى لان يكون بيتا” لكل العراقيين، ولما كان لابد لهذا التحالف النجاح والديمومة، كان لابد من رئاسة فذة، فلا مجال لمزيد من المجاملات على حساب الوطن ، فصار لزاما” على المصلحين، ان يختاروا الأصلح والافضل ليكون على رأس الهرم في التحالف الوطني، الذي صار يعرف بتحالف المنتفضين ضد الفساد والتفرد،فأنبرى من المصلحين اصلحهم، فكان رئيسا” لهذا الصرح،  وبعد الكثير من سنوات التخبط، اخيرا” عاد التحالف الوطني الى مكانتة من جديد، واستعاد دوره الذي وجد اساسا” من اجله،فطوبى للمخلصين وطوبى لانتفاضتهم ، وبئسا” للفاسدين ولا عودة لأ يامهم .